(باب شرب اللبن بالماء) أي ممزوجاً، وإنما قيده
بالشرب للإحتراز عن الخلط عند البيع، فإنه غش. وفي رواية: شوب، وهو الخلط، وإنما
كانوا يمزجون اللبن بالماء، لأن اللبن عند الحلب يكون حاراً].
5290 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا أبو عامر: حدثنا فُلَيح بن سليمان، عن سعيد
بن الحارث، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل
من الأنصار ومعه صاحب له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إن كان عندك ماء بات
هذه الليلة في شَنَّة وإلا كَرَعنا). قال: والرجل يحوِّل الماء في حائطه، قال:
فقال الرجل: يا رسول الله، عندي ماء بائت، فانطلقْ إلى العريش، قال: فانطلقَ بهما،
فسكب في قدح، ثم حلب عليه من داجن له، قال: فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم
شرب الرجل الذي جاء معه. [5298].
[ش (رجل) قيل: هو أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري رضي الله عنه.
(صاحب له) هو أبو بكر رضي الله عنه.
(شنة) قربة بليت وذهب شعرها - لأنها في الأصل من جلد - من كثرة الاستعمال.
(كرعنا) من الكرع، وهو تناول الماء بالفم من غير إناء ولا كف.
(يحول الماء) ينقله من مكان إلى مكان آخر ليعم أشجاره بالسقي.
(حائطه) بستانه من النخيل.
(داجن) الشاة التي تكون في البيوت ولا تخرج إلى المرعى].
-3-14 - باب: شراب الحلوى والعسل.
وقال الزُهري: لا يحل شرب
بول الناس لشدة تنزل، لأنه رجس، قال الله تعالى: {أحلَّ لكم الطيبات} /المائدة:5/.
وقال ابن مسعود في
السَّكَرِ: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم.
[ش (رجس) نجس غير ظاهر.
(السكر) هو نبيذ التمر، فإذا اشتد وغلا أصبح مسكراً فيحرم].
5291 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا أبو أسامة قال: أخبرني هشام، عن أبيه، عن
عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه
الحلواء والعسل.
[ر: 4918].
-3-15 - باب: الشرب قائماً.
5292/5293 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن
النَّزَّال قال:
أتي علي رضي الله عنه على باب الرَّحبة
بماء فشرب قائماً، فقال: إن ناساً يكره أحدهم أن يشرب وهو قائم، وإني رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت.
[ش (الرحبة) رحبة مسجد الكوفة، وهو المكان الواسع أمام بابه.
(يكره) يمنع.
(فعل) شرب قائماً].
(5293) - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا عبد الملك بن ميسرة: سمعت النَّزَّال بن
سَبْرة يحدث، عن علي رضي الله عنه:
أنه صلى الظهر، ثم قعد في حوائج الناس في
رحبة الكوفة، حتى حضرت صلاة العصر، ثم أتي بماء، فشرب وغسل وجهه ويديه، وذكر رأسه
ورجليه، ثم قام، فشرب فضله وهو قائم، ثم قال: إن ناساً يكرهون الشرب قياماً، وإن
النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل ما صنعت.
5294 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن الشَّعبي، عن ابن عباس
قال:
شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائماً من
زمزم.
[ر: 1556].
-3-16 - باب: من شرب وهو واقف على بعيره.
5295 - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة: أخبرنا أبو النضر،
عن عمير مولى ابن عباس، عن أم الفضل بنت الحارث:
أنها أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
بقدح لبن، وهو واقف عشية عرفة، فأخذه بيده فشربه.
زاد مالك، عن أبي النضر: على
بعيره.
[ر: 1575].
-3-17 - باب: الأيمن فالأيمن في الشرب.
5296 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي
بلبن قد شيب بماء، وعن يمينه أعرابي، وعن شماله أبو بكر، فشرب ثم أعطى الأعرابي
وقال: (الأيمن فالأيمن).
[ر: 2225].
-3-18 - باب: هل يستأذن الرجل مَنْ عن يمينه في الشرب ليعطي الأكبر.
5297 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن سهل بن سعد رضي
الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي
بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: (أتأذن لي أن
أعطي هؤلاء). فقال الغلام: والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحداً، قال:
فتلَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده.
[ر: 2224].
[ش (فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده) أي ألقاه، وأصله من الرمي
على التل، وهو المكان العالي المرتفع، ثم استعمل في كل شيء يرمي به، وفي كل إلقاء].
-3-19 - باب: الكرع في الحوض.
5298 - حدثنا يحيى بن صالح: حدثنا فُلَيح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر
بن عبد الله رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل
من الأنصار ومعه صاحب له، فسلم النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، فرد الرجل فقال:
يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، وهي ساعة حارة، وهو يحوِّل في حائط له، يعني الماء،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن كان عندك ماء بات في شَنَّة، وإلا كَرَعنا).
والرجل يحوِّل الماء في حائط، فقال الرجل: يا رسول الله، عندي ماء بات في شَنَّة،
فانطلقَ إلى العريش، فسكب في قدحٍ ماء، ثم حلب عليه من داجن له، فشرب النبي صلى
الله عليه وسلم، ثم أعاد فشرب الرجل الذي جاء معه.
[ر: 5290].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق