3-56 - باب: ألبان الأتُن.
5444 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن الزُهري، عن أبي إدريس الخولاني،
عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل كل
ذي ناب من السباع. قال الزُهري: ولم أسمعه حتى أتيت الشأم. وزاد الليث قال: حدثني
يونس، عن ابن شهاب قال: وسألته هل نتوضأ أو نشرب ألبان الأتن، أو مرارة السبع، أو
أبوال الإبل؟ قال: قد كان المسلمون يتداوون بها، فلا يرون بذلك بأساً، فأما ألبان
الأتن: فقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحومها، ولم يبلغنا عن
ألبانها أمر ولا نهي، وأما مرارة السبع: قال ابن شهاب: أخبرني أبو إدريس الخولاني:
أن أبا ثعلبة الخشني أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب
من السباع.
[ر: 5206]
[ش (الأتن) جمع أتان وهي الحمارة. (مرارة السبع) المرارة قناة تنصب فيها
العصارة الصفراء، وتكون في الجوف ملتصقة بالكبد. والسبع كل حيوان مفترس. (بها) أي
بأبوال الإبل].
-3-57 - باب: إذا وقع الذباب في الإناء.
5445 - حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عتبة بن مسلم، مولى بني تيم، عن
عبيد بن حنين، مولى بني زُرَيق، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله، ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه شفاء
وفي الآخر داء).
[ر: 3142]
بسم الله الرحمن الرحيم
-2- 80 - كتاب اللباس
وقول الله تعالى: {قل من
حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده} /الأعراف:32/.
وقال النبي صلى الله عليه
وسلم: (كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلة).
وقال ابن عباس: كل ما شئت،
والبس واشرب ما شئت، ما أخطأتك اثنتان: سرف أو مخيلة.
[ش (إسراف) هو تجاوز الحد في كل فعل أو قول، واستعماله في الإنفاق أشهر من
غيره، وهو فيه: الإنفاق زائداً عما ينبغي ويليق. (مخيلة) من الخيلاء وهو التكبر.
(ما شئت) مما أحله الله تعالى. (أخطأتك..) تجاوزتك ولم تحصل منك].
5446 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نافع، وعبد الله بن دينار، وزيد بن
أسلم: يخبرونه عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء).
[ر: 3465]
[ش أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: تحريم جر الثوب خيلاء..، رقم: 2085].
-3-1 - باب: من جر إزاره من غير خُيَلاء.
5447 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد
الله، عن أبيه رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من جر
ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة). قال أبو بكر: يا رسول الله، إن أحد
شقَّي إزاري يسترخي، إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لست
ممن يصنعه خيلاء).
[ر: 3465]
5448 - حدثني محمد: أخبرنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة رضي الله
عنه قال:
خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه
وسلم، فقام يجر ثوبه مستعجلاً، حتى أتى المسجد، وثاب الناس، فصلى ركعتين فَجُلِّيَ
عنها، ثم أقبل علينا، وقال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم منها
شيئاً فصلوا، وادعوا الله حتى يكشفها).
[ر: 993]
[ش (ثاب الناس) رجعوا إلى المسجد بعد أن خرجوا منه. (شيئاً) تغيراً في
حالتهما وهيئتهما].
-3-2 - باب: التشمير في الثياب.
5449 - حدثني إسحق: أخبرنا ابن شميل: أخبرنا عمر بن أبي زائدة: أخبرنا عون بن أبي
جحيفة قال:
فرأيت بلالاً جاء بعَنَزَة فركزها، ثم
أقام الصلاة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في حلة مشمِّراً، فصلى
ركعتين إلى العَنَزَة، ورأيت الناس والدواب يمرون بين يديه من وراء العَنَزَة.
[ر: 185]
-3-3 - باب: ما أسفل من الكعبين فهو في النار.
5450 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة
رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما
أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار).
[ش (ما أسفل من الكعبين) أي إن الموضع الذي يناله الثوب تحت الكعبين من
الرجل فهو في النار، وهو كناية عن دخول الجسم كله في النار، وحمل هذا الكلام على
من فعل ذلك خيلاء، وعلى كل حال لا يخلو الأمر من كراهة].
-3-4 - باب: من جر ثوبه من الخيلاء.
5451 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي
هريرة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً).
[ش أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: تحريم جر الثوب خيلاء، رقم: 2087].
5452 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول:
قال النبي، أو قال أبو القاسم صلى الله
عليه وسلم: (بينما رجل يمشي في حُلَّة، تعجبه نفسه، مرجِّل جُمَّته، إذ خسف الله
به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة).
[ش أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: تحريم التبختر في المشي مع إعجابه
بثيابه، رقم: 2088.
(رجل) من الأمم السابقة. (حلة) ثوبان من نوع واحد. (تعجبه نفسه) ينظر إليها
بعين الكمال وينسى نعمة الله تعالى عليه، محتقراً لما سواه من الناس.
(مرجل جمته) مسرح رأسه، والجمة هي الشعر الذي يتدلى إلى الكتفين، أو هو
مجمع شعر الرأس. (خسف) غارت به الأرض وغيبه الله فيها.
(يتجلجل) يتحرك وينزل مضطرباً، وفي رواية: (يتجلل) تغطيه الأرض].
5453/5454 - حدثنا سعيد بن عُفَير قال: حدثني الليث قال: حدثني عبد
الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله: أن أباه حدثه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(بينا رجل يجر إزاره، إذ خُسف به، فهو يتجلَّل في الأرض إلى يوم القيامة).
تابعه يونس، عن الزُهري، ولم
يرفعه شعيب، عن الزُهري.
(5454) - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا وهب بن جرير: أخبرنا أبي، عن عمه جرير بن
زيد قال: كنت مع سالم بن عبد الله بن عمر على باب داره، فقال: سمعت أبا هريرة: سمع
النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
[ر: 3297]
5455 - حدثنا مطر بن الفضل: حدثنا شبابة: حدثنا شُعبة قال: لقيت محارب بن دثار
على فرس، وهو يأتي مكانه الذي يقضي فيه، فسألته عن هذا الحديث، فحدثني فقال: سمعت
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من
جر ثوبه مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة). فقلت لمحارب: أذكر إزاره؟ قال: ما
خص إزاره ولا قميصاً. تابعه جبلة بن سحيم، وزيد بن أسلم، وزيد بن عبد الله، عن ابن
عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الليث، عن نافع، عن ابن عمر: مثله. وتابعه موسى بن عقبة، وعمر
بن محمد، وقدامة بن موسى، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من
جر ثوبه خيلاء).
[ر: 3465]
[ش (يقضي فيه) يجلس فيه للقضاء بين الناس. (مخيلة) كبراً وعجباً].
-3-5 - باب: الإزار المهدَّب.
ويذكر عن الزُهري، وأبي بكر
بن محمد، وحمزة بن أبي أسيد، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر: أنهم لبسوا ثياباً
مهدَّبة.
[ش (المهدب) الذي له هدب، جمع هدبة، وهي الخملة وما على أطراف الثوب].
5456 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عروة بن الزبير: أن
عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
جاءت امرأة رفاعة القرظي رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأنا جالسة، وعنده أبو بكر، فقالت: يا رسول الله، إني كنت تحت
رفاعة فطلقني فبتَّ طلاقي، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، وإنه والله ما معه
يا رسول الله إلا مثل هذه الهدبة، وأخذت هدبة من جلبابها، فسمع خالد بن سعيد قولها
وهو بالباب لم يؤذن له، قالت: فقال خالد: يا أبا بكر، ألا تنهى هذه عمَّا تجهر به
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلا والله ما يزيد رسول الله صلى الله عليه
وسلم على التبسم، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعلك تريدين أن ترجعي
إلى رفاعة، لا، حتى يذوق عُسَيلتك وتذوقي عُسَيلته). فصار سنَّة بعد.
[ر: 2496]
[ش (فصار سنة بعد) أصبحت هذه القضية شريعة تتبع، في أنه: لا ترجع المطلقة
ثلاثاً إلى زوجها الأول حتى يجامعها الزوج الثاني].
-3-6 - باب: الأردية.
وقال أنس: جبذ أعرابي رداء
النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر: 5472]
5457 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري: أخبرني علي بن
حسين: أن حسين بن علي أخبره:
أن علياً رضي الله عنه قال: فدعا النبي
صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى به ثم انطلق يمشي، واتَّبعته أنا وزيد بن حارثة،
حتى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذنوا فأذنوا لهم.
[ر: 1983]
-3-7 - باب: لبس القميص.
وقول الله تعالى حكاية عن
يوسف: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً} /يوسف:93/.
[ش (يأت بصيراً) يعد بصيراً كما كان من قبل].
5458 - حدثنا قتيبة: حدثنا حمَّاد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما يلبس
المحرم من الثياب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يلبس المحرم القميص، ولا
السراويل، ولا البرنس، ولا الخفين، إلا أن لا يجد النعلين، فليلبس ما هو أسفل من
الكعبين).
[ر: 134]
5459 - حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا ابن عُيَينة، عن عمرو: سمع جابر بن عبد
الله رضي الله عنهما قال:
أتى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله
بن أبي بعد ما أدخل قبره، فأمر به فأخرج، ووُضع على ركبتيه، ونفث عليه من ريقه،
وألبسه قميصه، والله أعلم.
[ر: 1211]
5460 - حدثنا صدقة: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله قال: أخبرني نافع، عن عبد
الله قال:
لما توفي عبد الله بن أبي، جاء ابنه إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه وصلِّ
عليه، واستغفر له. فأعطاه قميصه، وقال: (إذا فرغت منه فآذنَّا). فلما فرغ آذنه به،
فجاء ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين، فقال: {استغفر لهم أو لا
تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}. فنزلت: {ولا تُصلِّ على
أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره}. فترك الصلاة عليهم.
[ر: 1210]
-3-8 - باب: جيب القميص من عند الصدر وغيره.
5461 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا أبو عامر: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن
الحسن، عن طاوُس، عن أبي هريرة قال:
ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل
البخيل والمتصدق، كمثل رجلين عليهما جبَّتان من حديد، قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما
وتراقيهما، فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه، حتى تغشى أنامله وتعفو أثره،
وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت، وأخذت كل حلقة بمكانها). قال أبو هريرة: فأنا رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول بإصبعه هكذا في جيبه، فلو رأيته يوسعها ولا تتوسع.
تابعه ابن طاوُس، عن أبيه،
وأبو الزناد، عن الأعرج: في الجبَّتين.
وقال حنظلة: سمعت أبا هريرة
يقول: جبَّتان.
وقال جعفر، عن الأعرج:
جُنَّتان.
[ر: 1375]
-3-9 - باب: من لبس جبة ضيقة الكمين في السفر.
5462 - حدثنا قيس بن حفص: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش قال: حدثني أبو الضحى
قال: حدثني مسروق قال: حدثني المغيرة بن شُعبة قال:
انطلق النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته،
ثم أقبل، فتلقيته بماء، فتوضأ، وعليه جبَّة شأميَّة، فمضمض واستنشق وغسل وجهه،
فذهب يخرج يديه من كمَّيه، فكانا ضيقين، فأخرج يديه من تحت الجبة فغسلهما، ومسح
برأسه وعلى خفَّيه.
[ر: 180]
-3-10 - باب: لبس جبة الصوف في الغزو.
5463 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا زكرياء، عن عامر، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه رضي
الله عنه قال:
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات
ليلة في سفر، فقال: (أمعك ماء). قلت: نعم، فنزل عن راحلته، فمشى حتى توارى عني في
سواد الليل، ثم جاء، فأفرغت عليه الإدواة، فغسل وجهه ويديه، وعليه جبة من صوف، فلم
يستطع أن يخرج ذراعيه منها، حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه، ثم مسح
برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: (دعهما، فإني أدخلتهما طاهرتين). فمسح عليهما.
[ر: 180]
[ش (توارى) استتر وغاب. (الإدواة) إناء يوضع فيه الماء الذي توضأ به].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق