-2- 78 - كتاب المرضى.
-3-1 - باب: ما جاء في كفارة المرضى.
وقول الله تعالى: {من يعمل سوءاً
يُجز به} /النساء: 123/.
[ش (يجز به) يعاقب عليه في الدنيا بالمرض ونحوه، أو في الآخرة، ومن فضل
الله على المؤمن أن يعاجل له العقوبة في الدنيا].
5317 - حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني
عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما
من مصيبة تصيب المسلم إلا كفَّر الله بها عنه، حتى الشوكة يُشاكها).
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض
أو حزن..، رقم: 2572.
(كفر الله بها عنه) محي بسببها من ذنوبه.
(يشاكها) يصاب بها جسده].
5318 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الملك بن عمرو: حدثنا زهير بن محمد، عن
محمد بن عمرو بن حلحلة، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، وعن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما
يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حَزَن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة
يُشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه).
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض
أو حزن..، رقم: 2573.
(نصب) تعب.
(وصب) مرض.
(هم) كره لما يتوقعه من سوء.
(حزن) أسى على ما حصل له من مكروه في الماضي.
(أذى) من تعدي غيره عليه.
(غم) ما يضيق القلب والنفس.
(خطاياه) ذنوبه].
5319 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن سعد، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل
المؤمن كالخامة من الزرع، تُفَيِّئُها الريح مرة، وتعدلها مرة، ومثل المنافق
كالأرزة، لا تزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة).
وقال زكرياء: حدثني سعد:
حدثنا ابن كعب، عن أبيه كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم، باب: مثل المؤمن كالزرع ومثل
الكافر...، رقم: 2810.
(كالخامة) الغض الرطب من النبات أول ما ينبت.
(تفيئها) تميلها.
(تعدلها) ترفعها.
(لا تزال) قائمة لا تلين.
(انجعافها) انقلاعها].
5320 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثني محمد بن فُلَيح قال: حدثني أبي، عن
هلال بن علي من بني عامر بن لؤي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل
المؤمن كمثل الخامة من الزرع، من حيث أتتها الريح كفأتها، فإذا اعتدلت تكفَّأ
بالبلاء. والفاجر كالأرزة، صمَّاء معتدلة، حتى يقصمها الله إذا شاء).
[7028].
[ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم، باب: مثل المؤمن كالزرع ومثل
الكافر..، رقم: 2809.
(كفأتها) أمالتها.
(تكفأ بالبلاء) تقلب بالمصيبة، أي المؤمن إذا أصابه بلاء رضي بقدر الله
تعالى، فإذا زال عنه قام واعتدل بشكر الله تعالى، فانقلب البلاء خيراً ورحمة.
(صماء) صلبة شديدة.
(يقصمها) من القصم، وهو الكسر مع الإبانة، أي فصل الأجزاء عن بعضها].
5321 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن
بن أبي صعصعة أنه قال: سمعت سعيد بن يسار أبا الحُبَاب يقول: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من
يرد الله به خيراً يُصِبْ منه).
[ش (يصب منه) يبتله بالمصائب، ليطهره من الذنوب في الدنيا، فيلقى الله
تعالى نقياً].
-3-2 - باب: شدة المرض.
5322 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن الأعمش. حدثني بشر بن محمد: أخبرنا عبد
الله: أخبرنا شُعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها
قالت:
ما رأيت أحداً أشد عليه الوجع من رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض
أو حزن..، رقم: 2570.
(الوجع) المرض الذي هو سبب الوجع، والعرب تسمي كل مرض وجعاً، وقد خص الله
أنبياءه بشدة الأمراض لما امتازوا به من قوة اليقين وشدة الصبر والاحتساب، ليكونوا
قدوة لأتباعهم في ذلك، وليكمل لهم الثواب ويعم لهم الخير].
5323 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن
الحارث بن سويد، عن عبد الله رضي الله عنه:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه،
وهو يوعك وعكاً شديداً، وقلت: إنك لتوعك وعكاً شديداً، قلت: إن ذاك بأن لك أجرين؟
قال: (أجل، ما من مسلم يصيبه أذى إلا حاتَّ الله عنه خطاياه، كما تحاتُّ ورق الشجر).
[5324، 5336، 5337، 5343].
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض
وحزن، رقم: 2571.
(توعك) يصيبك الألم والتعب من الحمى.
(أجل) نعم.
(حات) أسقط ونثر].
-3-3 - باب: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأول فالأول.
5324 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن
سويد، عن عبد الله قال:
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يوعك، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكاً شديداً؟ قال: (أجل، إني أوعك كما
يوعك رجلان منكم). قلت: ذلك بأن لك أجرين؟ قال: (أجل، ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه
أذى، شوكة فما فوقها، إلا كفَّر الله بها سيآته، كما تحطُّ الشجرة ورقها).
[ر: 5323].
[ش (الأول) المقدم في الفضل، وفي نسخة (الأمثل) بدل الأول، ومعناه الأفضل].
-3-4 - باب: وجوب عيادة المريض.
5325 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي
موسى الأشعري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكُّوا العاني).
[ر: 2881].
5326 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شُعبة قال: أخبرني أشعث بن سليم قال: سمعت معاوية
بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسبع، ونهانا عن سبع: نهانا عن خاتم الذهب، ولبس الحرير، والديباج، والإستبرق، وعن
القسِّيِّ، والمِيَثرة. وأمرنا أن نتبع الجنائز، ونعود المريض، ونفشي السلام).
[ر: 1182].
[ش (بسبع) سيذكرها المصنف بتمامها في اللباس، باب: خواتيم الذهب، رقم: 5525].
-3-5 - باب: عيادة المُغمى عليه.
5327 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن ابن المنكدر: سمع جابر بن عبد
الله رضي الله عنهما يقول:
مرضت مرضاً، فأتاني النبي صلى الله عليه
وسلم يعودني، وأبو بكر، وهما ماشيان، فوجداني أغمي علي، فتوضأ النبي صلى الله عليه
وسلم ثم صب وضوءه علي، فأفقت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله،
كيف أصنع في مالي، كيف أقضي في مالي؟ فلم يجبني بشيء، حتى نزلت آية الميراث.
[ر: 191].
[ش أخرجه مسلم في الفرائض، باب: ميراث الكلالة، رقم: 1616].
-3-6 - باب: فضل من يُصرع من الريح.
5328 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن عمران أبي بكر قال: حدثني عطاء بن أبي رباح
قال:
قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل
الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:
إني أصرع، وإني أتكشَّف، فادع الله لي، قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت
الله أن يعافيك). فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشَّف، فادع الله أن لا أتكشَّف، فدعا
لها.
حدثنا محمد: أخبرنا مخلد، عن
ابن جريج: أخبرني عطاء: أنه رأى أم زُفَر تلك، امرأة طويلة سوداء، على ستر الكعبة.
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض
أو حزن..، رقم: 2576.
(امرأة) قيل اسمها سعيرة الأسدية، وقيل: شقيرة.
(أصرع) يصيبني الصرع، وهو علة في الجهاز العصبي تصحبها غيبوبة في العضلات،
وقد يكون هذا بسبب احتباس الريح في منافذ الدماغ، وقد يكون بسبب إيذاء الكفرة من
الجن.
(أتكشف) أي فأخشى أن تظهر عورتي وأنا لا أشعر.
(صبرت) على هذا الابتلاء.
(ولك الجنة) أي درجة عالية فيها بمقابل صبرك.
(على ستر الكعبة) متعلقة بأستار الكعبة، وقيل: كانت تفعل ذلك إذا خشيت أن
يأتيها الصرع].
-3-7 - باب: فضل من ذهب بصره.
5329 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني ابن الهاد، عن عمرو مولى
المطلب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن
الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة). يريد: عينيه.
تابعه أشعث بن جابر، وأبو
ظلال بن هلال، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
-3-8 - باب: عيادة النساء والرجال.
وعادت أم الدرداء رجلاً من
أهل المسجد، من الأنصار.
[ش (وعادت..) وذلك مشروط بالتستر وأمن الفتنة وعدم الخلوة، وعلى ذلك يحمل
كل ما ورد من مثل هذا].
5330 - حدثنا قتيبة، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة، وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما، قالت: فدخلت عليهما، قلت: يا أبت كيف
تجدك، ويا بلال كيف تجدك، قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبَّح في أهله -
والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلعت عنه يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ
ليلة - بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنَّة -
وهل يبدون لي شامة وطفيل
قالت عائشة: فجئت إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو
أشد، اللهم وصحِّحها، وبارك لنا في مُدِّها وصاعها، وانقل حمَّاها فاجعلها
بالجُحْفة).
[ر: 1790].
-3-9 - باب: عيادة الصبيان.
5331 - حدثنا حجَّاج بن منهال: حدثنا شُعبة قال: أخبرني عاصم قال: سمعت أبا
عثمان، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما:
أن ابنة للنبي صلى الله عليه وسلم أرسلت
إليه، وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم وسعد وأبَيٌّ، نحسب: أن ابنتي قد حُضِرَتْ
فاشهدنا، فأرسل إليها السلام، ويقول: (إنَّ لله ما أخذ وما أعطى، وكل شيء عنده
مسمًّى، فلتحتسب ولتصبر). فأرسلت تقسم عليه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا،
فرُفع الصبي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ونفسه تَقَعْقَعْ، ففاضت عينا النبي
صلى الله عليه وسلم، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: (هذه رحمة وضعها الله
في قلوب من شاء من عباده، ولا يرحم اللهُ من عباده إلا الرحماءَ).
[ر: 1224].
-3-10 - باب: عيادة الأعراب.
5332 - حدثنا معلَّى بن أسد: حدثنا عبد العزيز بن مختار: حدثنا خالد، عن عكرمة،
عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على
أعرابي يعوده، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال له:
(لا بأس، طَهور إن شاء الله). قال: قلت: طَهور؟ كلا، بل هي حمى تفور، أو تثور، على
شيخ كبير، تزيره القبور. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فنعم إذاً).
[ر: 3420].
-3-11 - باب: عيادة المشرك.
5333 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه:
أن غلاماً ليهود، كان يخدم النبي صلى
الله عليه وسلم، فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: (أسْلِمْ).
فأسْلَمَ. [ر: 1290].
وقال سعيد بن المسيَّب، عن
أبيه: لما حُضِرَ أبو طالب جاءه النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر: 1294].
-3-12 - باب: إذا عاد مريضاً، فحضرت الصلاة فصلى بهم جماعة.
5334 - حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا يحيى: حدثنا هشام قال: أخبرني أبي، عن
عائشة رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه
ناس يعودونه في مرضه، فصلى بهم جالساً، فجعلوا يصلون قياماً، فأشار إليهم:
(اجلسوا) فلما فرغ قال: (إن الإمام ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا،
وإن صلى جالساً فصلوا جلوساً).
قال أبو عبد الله: قال
الحُمَيدي: هذا الحديث منسوخ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم آخر ما صلى صلى قاعداً
والناس خلفه قيام.
[ر: 656].
-3-13 - باب: وضع اليد على المريض.
5335 - حدثنا المكي بن إبراهيم: أخبرنا الجعيد، عن عائشة بنت سعد: أن أباها قال:
تشكَّيت بمكة شكوى شديدة، فجاءني النبي
صلى الله عليه وسلم يعودني، فقلت: يا نبي الله، إني أترك مالاً، وإني لم أترك إلا
ابنة واحدة، فأوصي بثلثي مالي وأترك الثلث؟ فقال: (لا). قلت: فأوصي بالنصف وأترك
النصف؟ قال: (لا). قلت: فأوصي بالثلث وأترك لها الثلثين؟ قال: (الثلث، والثلث كثير). ثم وضع يده على
جبهتي، ثم مسح يده على وجهي وبطني، ثم قال: (اللهم اشف سعداً، وأتمم له هجرته).
فما زلت أجد برده على كبدي - فيما يُخال إلي - حتى الساعة.
[ر: 56].
[ش (تشكيت) من الشكاية وهي المرض، ومثلها الشكو والشكوى.
(شكوى شديدة) في نسخة (شكواً شديداً).
(برده) أي من أثر مسحه صلى الله عليه وسلم.
(كبدي) الكبد: عضو في الجانب الأيمن من البطن تحت الحجاب الحاجز، له وظائف
عدة، أظهرها إفراز الصفراء، وكبد كل شيء وسطه ومعظمه. فالمعنى: أنه كان يشعر بأثر
مس يد رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل جوفه وفي أحشائه.
(يخال) يخيل ويصور، أو بمعنى أظن.
(حتى الساعة) إلى هذه الساعة].
5336 - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن
سويد قال: قال عبد الله بن مسعود:
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يوعك وعكاً شديداً، فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكاً شديداً؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم). فقلت:
ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أجل). ثم قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (ما من مسلم يصيبه أذى، مرض فما سواه، إلا حط الله له سيئآته، كما
تحط الشجرة ورقها).
[ر: 5323].
-3-14 - باب: ما يقال للمريض، وما يجيب.
5337 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن
سويد، عن عبد الله رضي الله عنه قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه
فمسسته، وهو يوعك وعكاً شديداً، فقلت: إنك لتوعك وعكاً شديداً، وذلك أن لك أجرين؟
قال: (أجل، وما من مسلم يصيبه أذى، إلا حاتَّت عنه خطاياه، كما تحاتُّ ورق الشجر).
[ر: 5323].
5338 - حدثنا إسحق: حدثنا خالد بن عبد الله، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي
الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على
رجل يعوده، فقال: (لا بأس، طَهور إن شاء الله). فقال: كلا، بل حمى تفور، على شيخ
كبير، كيما تزيره القبور. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فنعم إذاً).
[ر: 3420].
-3-15 - باب: عيادة المريض، راكباً وماشياً، ورِدْفاً على الحمار.
5339 - حدثني يحيى بن بُكَير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة: أن
أسامة بن زيد أخبره:
أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب على
حمار، على إكاف على قطيفة فَدَكِيَّة، وأردف أسامة وراءه، يعود سعد بن عبادة قبل
وقعة بدر، فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبد
الله، وفي المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفي المجلس
عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمَّر عبد الله بن أبي أنفه
بردائه، قال: لا تغبِّروا علينا، فسلم النبي صلى الله عليه وسلم ووقف، ونزل فدعاهم
إلى الله فقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أبي: يا أيها المرء، إنه لا أحسن
مما تقول إن كان حقاً، فلا تؤذنا به في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص
عليه. قال ابن رواحة: بلى يا رسول الله، فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك. فاستب
المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم
يخفِّضهم حتى سكتوا، فركب
النبي صلى الله عليه وسلم دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له: (أي سعد، ألم
تسمع ما قال أبو حُبَاب). يريد عبد الله بن أبي، قال سعد: يا رسول الله، اعف عنه
واصفح، فلقد أعطاك الله ما أعطاك، ولقد اجتمع أهل هذه البحرة أن يتوِّجوه
فَيُعَصِّبُوهُ، فلما رُدَّ ذلك بالحق الذي أعطاك شَرِقَ بذلك، فذلك الذي فعل به
ما رأيت.
[ر: 2825].
5340 - حدثنا عمرو بن عباس: حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن محمد، هو ابن المنكدر،
عن جابر رضي الله عنه قال:
جاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني،
ليس براكب بغل ولا بِرْذَوْنٍ.
[ر: 191].
[ش (بغل) هو ولد الفرس من الحمار.
(برذون) هو غير العربي من الخيل والبغال، من الفصيلة الخيلية، كبير الخلقة،
غليظ الأعضاء، قوي الأرجل، ضخم الحوافر].
-3-16 - باب: ما رُخِّص للمريض أن يقول: إني وجع، أو وارأساه، أو اشتد بي الوجع.
وقول أيوب عليه السلام: {إني
مسَّني الضُّرُّ وأنت أرحم الراحمين} /الأنبياء: 83/.
[ش (مسني) أصابني.
(الضر) الألم والوجع بسبب المرض الشديد].
5341 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح وأيوب، عن مجاهد، عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجْرَة رضي الله عنه:
مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا
أوقد تحت القدر، فقال: (أيؤذيك هوامُّ رأسك). قلت: نعم، فدعا الحلاق فحلقه، ثم
أمرني بالفداء.
[ر: 1719].
5342 - حدثنا يحيى بن يحيى أبو زكرياء: أخبرنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد
قال: سمعت القاسم بن محمد قال:
قالت عائشة: وارأساه، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك). فقالت عائشة:
واثكلياه، والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك، لظللت آخر يومك مُعَرِّساً ببعض
أزواجك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل أنا وارأساه، لقد هممت، أو أردت، أن
أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد: أن يقول القائلون، أو يتمنى المتمنون، ثم قلتُ:
يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون).
[6791].
[ش (وارأساه) وا: أداة نداء للندبة، والهاء للسكت، أي أندب رأسي لما يصيبه
من وجع.
(ذاك) إشارة إلى ما يستلزم المرض من الموت، أي: لو مت وأنا حي، وقيل: إنها
لما ندبت رأسها ذكرت الموت، فقال لها ذلك.
(واثكلياه) أندب مصيبتي، وأصل الثكل فقد الولد أو من يعز على الفاقد، ثم
أصبح يقال ولا يراد حقيقته، بل صار كلاماً يجري على ألسنتهم عند حصول المصيبة أو
توقعها.
(لظللت) لكنت وبقيت.
(معرساً) من أعرس بأهله إذا بنى بها وغشيها، أي جامعها.
(بل..) أي دعي ما أنت فيه واشتغلي بسواه مما يفيد، فأنت تعيشين بعدي وأنا
سابقك إلى ألم الرأس الذي يعقبه الموت.
(أعهد) أوصي بالخلافة.
(أن يقول القائلون) كراهة أن يقول أحد: الخلافة لفلان أو لفلان.
(المتمنون) للخلافة، فأعينه قطعاً للنزاع.
(يأبى الله) من لا يستحقها.
(يدفع المؤمنون) عنها من هو أقل جدارة لها].
5343 - حدثنا موسى: حدثنا عبد العزيز بن مسلم: حدثنا سليمان، عن إبراهيم التيمي،
عن الحارث بن سويد، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو
يوعك، فمسسته بيدي فقلت: إنك لتوعك وعكاً شديداً، قال: (أجل، كما يوعك رجلان
منكم). قال: لك أجران؟ قال: (نعم، ما من مسلم يصيبه أذى، مرض فما سواه، إلا حط
الله سيئآته، كما تحط الشجرة ورقها).
[ر: 5323].
5344 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة: أخبرنا
الزُهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال:
جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعودني من وجع اشتد بي، زمن حجة الوداع، فقلت: بلغ بي ما ترى، وأنا ذو مال، ولا
يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قلت: بالشطر؟ قال: (لا). قلت:
الثلث؟ قال: (الثلث كثير، أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون
الناس، ولن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في
امرأتك).
[ر: 56].
-3-17 - باب: قول المريض قوموا عني.
5345 - حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام، عن معمر. وحدثني عبد الله بن محمد:
حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال:
لما حُضِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي البيت رجال، فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هَلُمَّ أكتب
لكم كتاباً لا تضلوا بعده). فقال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه
الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول:
قرِّبوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول
ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (قوموا).
قال عبيد الله: فكان ابن
عباس يقول: إن الرَّزيَّة كل الرَّزيَّة ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم.
[ر: 114].
-3-18 - باب: من ذهب بالصبي المريض ليُدعى له.
5346 - حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا حاتم، هو ابن إسماعيل، عن الجُعَيد قال:
سمعت السائب يقول:
ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وَجِعٌ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم
توضأ فشربت من وضوئه، وقمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، مثل زِرِّ
الحَجَلَةِ.
[ر: 187].
-3-19 - باب: نهي تمنِّي المريض الموت.
5347 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا
يتمنينَّ أحدكم الموت من ضُرٍّ أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً، فليقل: اللهم أحيني
ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي).
[5990، وانظر: 6806].
[ش (ضر) ضرر من مرض أو غيره.
(لا بد فاعلاً) متمنياً للموت].
5348 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:
دخلنا على خبَّاب نعوده، وقد اكتوى سبع
كيَّات، فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا، وإنا أصبنا ما لا
نجد له موضعاً إلا التراب، ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو
بالموت لدعوت به.
ثم أتيناه مرة أخرى، وهو
يبني حائطاً له، فقال: إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه، إلا في شيء يجعله في هذا
التراب.
[5989، 6066، 6067، 6807، وانظر: 1217].
[ش (اكتوى) في بطنه، من الكي وهو أن تحمى حديدة في النار وتوضع على الجلد
موضع الألم.
(سلفوا) ماتوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
(مضوا) ذهبوا إلى ربهم سبحانه.
(ولم تنقصهم..) لم تنقص أجورهم. لأنها لم تفتح عليهم ولم يتوسعوا فيها.
(أصبنا) حصلنا من المال.
(ما لا نجد) أي لا نجد مصرفاً له فنصرفه في البنيان].
5349 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني أبو عبيد مولى عبد
الرحمن بن عوف: أن أبا هريرة قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(لن يُدخِل أحداً عملُه الجنة). قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (لا، ولا أنا،
إلا أن يتغمَّدني الله بفضل ورحمة، فسدِّدوا وقاربوا، ولا يتمنينَّ أحدكم الموت:
إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب).
[6098، 6808].
[ش (عمله) أي عمله وحده لا يجعله مستحقاً للجنة وموجباً لها، لأنه لا يقابل
شيئاً من نعم الله عز وجل على الإنسان، وإنما هو سبب لتفضل الله عز وجل بذلك.
(يتغمدني) يغمرني ويسترني.
(فسددوا) اطلبوا السداد، وهو الصواب، بفعل القربات دون غلو ولا تقصير.
(قاربوا) الكمال في الاستقامة إن لم تصلوا إليه.
(إما محسناً) إما يكون محسناً فيزداد ببقائه حياً.
(فلعله) بحياته.
(يستعتب) يتوب ويرد المظالم ويطلب رضا الله عز وجل ومغفرته].
5350 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن عبَّاد بن عبد
الله بن الزبير قال: سمعت عائشة رضي الله عنها قالت:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستند
إلي يقول: (اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق).
[ر: 4171].
-3-20 - باب: دعاء العائد للمريض.
وقالت عائشة بنت سعد، عن
أبيها: (اللهم اشف سعداً). قاله النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر: 5335].
5351 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن إبراهيم، عن مسروق،
عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان
إذا أتى مريضاً أو أتي به، قال: (أذهب الباس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء
إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً).
قال عمرو بن أبي قيس
وإبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن إبراهيم وأبي الضحى: إذا أتي بالمريض.
وقال جرير، عن منصور، عن أبي
الضحى وحده، وقال: إذا أتى مريضاً.
[5411، 5412، 5418].
[ش (الباس) الشدة والألم ونحو ذلك.
(يغادر) يترك.
(سقماً) ألماً ومرضاً].
-3-21 - باب: وضوء العائد للمريض.
5352 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غُنْدَر: حدثنا شُعبة، عن محمد بن المنكدر قال:
سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا
مريض، فتوضأ فصب علي، أو قال: (صبوا عليه). فعقلت، فقلت: لا يرثني إلا كلالة، فكيف
الميراث؟ فنزلت آية الفرائض.
[ر: 191].
-3-22 - باب: من دعا برفع الوباء والحمى.
5353 - حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله
عنها أنها قالت:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وُعك أبو بكر وبلال، قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف
تجدك؟ قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبَّح في أهله -
والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقْلِعَ عنه
يرفع عقيرته فيقول:
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ
ليلة - بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوماً مياه مَجنَّة
- وهل يبدون لي شامة وطفيل
قال: قالت عائشة: فجئت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو
أشد، وصحِّحها، وبارك لنا في صاعها ومُدِّها، وانقل حمَّاها فاجعلها بالجُحْفَة).
[ر: 1790].
[ش (فاجعلها بالجحفة) خص الجحفة بهذا لأنها كانت يومئذ دار شرك، وقيل: كان
أهلها من اليهود، وكان يخاف منهم أن يعينوا أهل الكفر عليه، فدعا عليهم بذلك، وسأل
الله تعالى أن يشغلهم عنه بالوباء، وقد أجاب الله تعالى دعاءه وحقق رجاءه.
[العيني: 10/251]].
بسم الله الرحمن الرحيم.
-2- 79 - كتاب الطب.
-3-1 - باب: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء.
5354 - حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا أبو أحمد الزبيري: حدثنا عمر بن سعيد بن
أبي حسين قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما
أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء).
[ش (داء) مرضاً ووباء، وأنزل بمعنى قدر.
(شفاء) الشفاء: البرء من المرض، وهو هنا: ما يكون سبب البرء من المرض، وهو
الدواء].
-3-2 - باب: هل يداوي الرجل المرأة أو المرأة الرجل.
5355 - حدثنا قُتيبة بن سعيد: حدثنا بشر بن المفضَّل، عن خالد بن ذكوان، عن
رُبَيِّع بنت مُعَوِّذ بن عفراء قالت:
كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم: نسقي القوم ونخدمهم، ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة.
[ر: 2726].
[ش (نخدمهم) بإعداد الطعام ونحوه. (نرد..) ننقلهم، ليدفن القتلى ويداوى
الجرحى، وخروج المرأة إلى الغزو، للقيام بمثل هذه الأعمال مشروط بما إذا لم يوجد
من يقوم بها من الرجال، زيادة عمن يحتاج إليه للأعمال القتالية].
-3-3 - باب: الشفاء في ثلاث.
5356/5357 - حدثني الحسين: حدثنا أحمد بن منيع: حدثنا مروان بن شجاع:
حدثنا سالم الأفطس، عن سعيد بن جُبَير،
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الشفاء
في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكيَّة نار، وأنهى أمتي عن الكي). رفع الحديث.
ورواه القُمِّي، عن ليث، عن
مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: في العسل والحجم.
[ش (في ثلاثة) يتسبب عن استعمال أحد علاجات أساسية ثلاثة.
(شرطة) ضربة تقطع العرق وتشقه. (محجم) اسم للآلة التي يشرط بها موضع
الحجامة، ويطلق أيضاً على الآلة التي تمص الدم وتجمعه.
(كية نار) أن تحمى حديدة بالنار ويمس بها موضع الألم من الجسم.
(أنهى) نهي كراهة لا نهي تحريم، وحكمة النهي عنه ما فيه من التعذيب والألم
الشديد لمظنة الشفاء].
(5357) - حدثني محمد بن عبد الرحيم: أخبرنا سُرَيج بن يونس أبو الحارث: حدثنا مروان
بن شجاع، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كيَّة بنار، وأنا أنهى أمتي عن
الكي).
-3-4 - باب: الدواء بالعسل.
وقول الله تعالى: {فيه شفاء
للناس} /النحل: 69/.
[ش (فيه) أي العسل. (شفاء) سبب الشفاء، وهو الدواء].
5358 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا أبو أسامة قال: أخبرني هشام، عن أبيه، عن
عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه
الحلواء والعسل.
[ر: 4918].
5359 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة
قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن
كان في شيء من أدويتكم - أو: يكون في شيء من أدويتكم - خير، ففي شرطة محجم، أو
شربة عسل، أو لذعة بنار توافق الداء، وما أحب أن أكتوي).
[5372، 5375، 5377].
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي، رقم: 2205.
(لذعة) إصابة خفيفة. (توافق الداء) متحقق منها أنها تكون سبباً لزوال
الداء، لا على سبيل التخمين والتجربة].
5360 - حدثنا عيَّاش بن الوليد: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي
المتوكل، عن أبي سعيد:
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: أخي يشتكي بطنه، فقال: (اسقه عسلاً). ثم أتاه الثانية، فقال: (اسقه عسلاً).
ثم أتاه الثالثة فقال: (اسقه عسلاً). ثم أتاه فقال: قد فعلت؟ فقال: (صدق الله،
وكذب بطن أخيك، اسقه عسلاً). فسقاه فبرأ.
[5386].
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: التداوي بسقي العسل، رقم: 2217.
(يشتكي بطنه) أي من ألم أصابه بسبب إسهال حصل له. (صدق الله تعالى) إذ قال:
{يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس} /النحل: 69/. (كذب بطن أخيك)
لم يصلح للشفاء بعد بهذه الكمية التي سقيته إياها.
(فبرأ) شفي من المرض].
-3-5 - باب: الدواء بألبان الإبل.
5361 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا سلام بن مسكين: حدثنا ثابت، عن أنس:
أن ناساً كان بهم سقم، قالوا: يا رسول
الله آونا وأطعمنا، فلما صحُّوا، قالوا: إن المدينة وخمة، فأنزلهم الحرَّة في
ذَوْد له، فقال: (اشربوا ألبانها). فلما صحُّوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه
وسلم واستاقوا ذَوْده، فبعث في آثارهم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم، فرأيت
الرجل منهم يكدم الأرض بلسانه حتى يموت.
قال سلام: فبلغني أن
الحجَّاج قال لأنس: حدثني بأشد عقوبة عاقبه النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثه بهذا،
فبلغ الحسن فقال: وددت أنه لم يحدثه بهذا.
[ر: 231].
[ش (سقم) مرض. (آونا) أنزلنا في مأوى أي مسكن. (يكدم) يعض ويصدم].
-3-6 - باب: الدواء بأبوال الإبل.
5362 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا همَّام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه:
أن ناساً اجتووا في المدينة، فأمرهم
النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه، يعني الإبل، فيشربوا من ألبانها
وأبوالها، فلحقوا براعيه، فشربوا من ألبانها وأبوالها، حتى صلحت أبدانهم، فقتلوا
الراعي وساقوا الإبل، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث في طلبهم فجيء بهم،
فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم.
قال قتادة: فحدثني محمد بن
سيرين: أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود.
[ر: 231].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق