-3-96 - باب: الارتداف على الدابة.
5619 - حدثنا قتيبة: حدثنا أبو صفوان، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن
أسامة بن زيد رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على
حمار، على إكاف عليه قطيفة فدكية، وأردف أسامة وراءه.
[ر:2825]
-3-97 - باب: الثلاثة على الدابة.
5620 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال:
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة،
استقبله أغيلمة بني عبد المطلب، فحمل واحداً بين يديه، والآخر خلفه.
[ر:1704]
-3-98 - باب: حمل صاحب الدابة غيره بين يديه.
وقال بعضهم: صاحب الدابة أحق
بصدر الدابة، إلا أن يأذن له.
[ش (بعضهم) هو عامر الشعبي رحمه الله تعالى].
5621 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا أيوب: ذكر شر الثلاثة عند
عكرمة فقال: قال ابن عباس:
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد
حمل قثم بين يديه، والفضل خلفه، أو قثم خلفه، والفضل بين يديه. فأيهم شر، أو أيهم
خير؟
[ش (ذكر شر الثلاثة) أي ذكروا أن ركوب الثلاثة على الدابة معا شر وظلم، وهل
المقدم أشر أم المؤخر؟ فأنكر عكرمة ذلك، واستدل بفعل النبي صلى الله عليه وسلم على
جوازه].
-3-99 - باب: إرداف الرجل خلف الرجل.
5622 - حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن
معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
بينا أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم،
ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: (يا معاذ). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم
سار ساعة ثم قال: (يا معاذ). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: (يا
معاذ). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: (هل تدري ما حق الله على عباده). قلت:
الله ورسوله أعلم، قال: (حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً). ثم
سار ساعة، ثم قال: (يا معاذ بن جبل). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، فقال: (هل تدري
ما حق العباد على الله إذا فعلوه). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (حق العباد على
الله أن لا يعذبهم).
[ر:2701]
[ش (آخرة الرحل) هي العودة التي يستند إليها الراكب من خلفه، وهو مبالغة في
شدة قربه منه].
-3-100 - باب: إرداف المرأة خلف الرجل ذا محرم
[ش (باب: إرداف المرأة خلف الرجل ذا محرم) قال الحافظ في الفتح: كذا
للأكثر، والنصب على الحال، ولبعضهم: ذي محرم على الصفة، واقتصر النسفي على (باب:
إرداف المرأة خلف الرجل) فلم يذكر ما بعده].
5623 - حدثنا الحسن بن محمد بن صباح: حدثنا يحيى بن عباد: حدثنا شعبة: أخبرني
يحيى بن أبي إسحق قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
من خيبر، وإني لرديف أبي طلحة وهو يسير، وبعض نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم
رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عثرت الناقة، فقلت: المرأة، فنزلت، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها أمكم). فشددت الرحل وركب رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فلما دنا، أو: رأى المدينة قال: (آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون).
[ر:2919]
[ش (المرأة) أي وقعت، أو: احفظها، وهي صفية بنت حيي رضي الله عنها. (إنها
أمكم) أي فهي تستحق احترامكم وتقديركم كأمكم من النسب. وظاهر الرواية أن الذي قال
ذلك وفعله هو أنس، وقد تقدم في أواخر الجهاد من وجه آخر أن الذي فعل ذلك أبو طلحة،
وأن الذي قال المرأة، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنس كان إذ ذاك صغيراً].
-3-101 - باب: الاستلقاء ووضع الرجل على الأخرى.
5624 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا إبراهيم بن سعد: حدثنا ابن شهاب، عن عباد بن
تميم، عن عمه:
أنه أبصر النبي صلى الله عليه وسلم يضطجع
في المسجد، رافعاً إحدى رجليه على الأخرى.
[ر:463]
بسم الله الرحمن الرحيم
-2- 81 - كتاب الأدب
[ش (الأدب) هو: ترويض النفس على محاسن الأخلاق، وفضائل الأقوال والأفعال
التي استحسنها الشرع، وأيدها العقل، واستعمال ما يحمد قولاً وفعلا. وهو مأخوذ من
المأدبة، وهو طعام يصنع ثم يدعى الناس إليه، سمي بذلك لأنه مما يدعى كل أحد إليه،
والمراد هنا بيان طرقه وأنواعه وما يتحقق به]
-3-1 - باب: البر والصلة.
وقول الله تعالى: {ووصينا
الإنسان بوالديه حسناً} /العنكبوت: 8/.
[ش (البر..) هو غاية الإحسان والتوسع فيه، والصلة: هي الإحسان إلى الأقارب
خاصة، والتعطف عليهم، والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم.
(حسناً) أن يعاشرهما معاشرة طيبة حسنة جميلة، وأن يقدم لهما كل ما يحسن من
الأقوال والأفعال].
5625 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة قال: الوليد بن عيزار أخبرني قال: سمعت أبا
عمرو الشيباني يقول: أخبرنا صاحب هذه الدار، وأومأ بيده إلى دار عبد الله، قال:
سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل
أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها). قال: ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين). قال:
ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله). قال: حدثني بهن، ولو استزدته لزادني.
[ر:504]
-3-2 - باب: من أحق الناس بحسن الصحبة.
5626 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة، عن أبي
زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال:
(ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أبوك).
وقال ابن شبرمة ويحيى بن
أيوب: حدثنا أبو زرعة: مثله.
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: بر الوالدين وأنهما أحق به،
رقم، 2548.
(رجل) هو معاوية بن حيدة جد بهز بن حكيم رضي الله عنه. (أحق.... صحابتي)
أولى الناس بمعروفي وبري، ومصاحبتي المقرونة بلين الجانب وطيب الخلق وحسن المعاشرة].
-3-3 - باب: لا يجاهد إلا بإذن الأبوين.
5627 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن سفيان وشعبة قالا: حدثنا حبيب (ح). قال:
وحدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن حبيب، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو
قال:
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم:
أجاهد؟ قال: (لك أبوان). قال: نعم، قال: (ففيهما فجاهد).
[ر:2842]
-3-4 - باب: لا يسب الرجل والديه.
5628 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حُمَيد بن عبد
الرحمن، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن
من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه). قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل
والديه؟ قال: (يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه).
[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان الكبائر وأكبرها، رقم: 90.
(أكبر الكبائر) أفظع الذنوب وأشدها عقاباً. (يلعن) يسب ويشتم].
-3-5 - باب: إجابة دعاء من بر والديه.
5629 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة قال: أخبرني
نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر، فمالوا إلى غار في الجبل، فانحطت على فم
غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله
صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها.
فقال أحدهم: اللهم إنه كان
لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم فحلبت
بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه نأى بي الشجر يوماً، فما أتيت حتى أمسيت فوجدتهما
قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما، أكره أن أوقظهما من
نومهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي، فلم يزل ذلك
دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة
نرى منها السماء. ففرج الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء.
وقال الثاني: اللهم إنه كانت
لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت إليها نفسها، فأبت حتى آتيها
بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار فلقيتها بها، فلما قعدت بين رجليها قالت:
يا عبد الله اتق الله، ولا تفتح الخاتم إلا بحقه. فقمت عنها، اللهم فإن كنت تعلم
أني قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها. ففرج لهم فرجة.
وقال الآخر: اللهم إني كنت
استأجرت أجيراً بفرق أرز، فلما قضى عمله قال: أعطني حقي، فعرضت عليه حقه فتركه
ورغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقراً وراعيها، فجاءني فقال: اتق الله ولا
تظلمني وأعطني حقي، فقلت: اذهب إلى تلك البقر وراعيها، فقال: اتق الله ولا تهزأ بي، فقلت: إني لا أهزأ بك، فخذ تلك البقر
وراعيها، فأخذه فانطلق بها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج ما بقي.
ففرج الله عنهم).
[ر:2102]
[ش (نأى بي الشجر) وفي بعض النسخ: ناء بي، والمعنى واحد، أي تباعد عن
مكاننا الشجر الذي ترعاه مواشينا، فبعدت عن أهلي في طلبه، فكان ذلك سبب تأخري في
العودة إليهم. (رغب عنه) تركه ولم يرض به. (فأخذه) الضمير يعود على الجنس].
-3-6 - باب: عقوق الوالدين من الكبائر.
قاله عبد الله بن عمرو، عن
النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر:6298]
5630 - حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن منصور، عن المسيَّب، عن ورَّاد، عن
المغيرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن
الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعاً وهات، ووأد البنات، وكره لكم: قيل وقال،
وكثرة السؤال، وإضاعة المال).
[ر:1407]
5631 - حدثني إسحق: حدثنا خالد الواسطي، عن الجريري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة،
عن أبيه رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا
أنبئكم بأكبر الكبائر). قلنا: بلى يا رسول الله، قال: (الإشراك بالله، وعقوق
الوالدين - وكان متكئاً فجلس فقال - ألا وقول الزور، وشهادة الزور، ألا وقول
الزور، وشهادة الزور). فما زال يقولها، حتى قلت: لا يسكت.
[ر:2511]
[ش (أنبئكم) أخبركم. (بأكبر الكبائر) أشد المعاصي ذنباً وأكثرها إثماً.
(قلت) أي في نفسي. (لا يسكت) أي يستمر في قولها تهويلاً لأمرها].
5632 - حدثني محمد بن الوليد: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شُعبة قال: حدثني عبيد
الله بن أبي بكر قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
الكبائر، أو سئل عن الكبائر، فقال: (الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين،
فقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قال: قول الزور، أو قال: شهادة الزور). قال
شُعبة: وأكثر ظني أنه قال: (شهادة الزور).
[ر:2510]
-3-7 - باب: صلة الوالد المشرك.
5633 - حدثنا الحُمَيدي: حدثنا سفيان: حدثنا هشام بن عروة: أخبرني أبي: أخبرتني
أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:
أتتني أمي راغبة، في عهد النبي صلى الله
عليه وسلم، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم: آصلها؟ قال: (نعم). قال ابن عيينة:
فأنزل الله تعالى فيها: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين}.
[ر:2477]
[ش (لا ينهاكم الله..) لم يمنعكم من الإكرام وحسن الصلة لغير المسلمين،
طالما أنهم لم يناصبوكم العداء، ولم يسعوا في إيذائكم ولم يقاتلوكم بسبب دينكم، لا
سيما إن كانوا أقرباء وذوي رحم. /الممتحنة: 8/].
-3-8 - باب: صلة المرأة أمها ولها زوج.
5634 - وقال الليث: حدثني هشام، عن عروة، عن أسماء قالت:
قدمت أمي وهي مشركة، في عهد قريش ومدتهم
إذ عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم، مع أبيها، فاستفتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت: إن أمي قدمت وهي راغبة؟ قال: (نعم، صلي أمك).
[ر:2477]
5635 - حدثنا يحيى: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد
الله: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن أبا سفيان أخبره:
أن هرقل أرسل إليه، فقال: فما يأمركم؟ -
يعني النبي صلى الله عليه وسلم - فقال: يأمرنا بالصلاة، والصدقة، والعفاف، والصلة.
[ر:7]
-3-9 - باب: صلة الأخ المشرك.
5636 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن مسلم: حدثنا عبد الله بن
دينار قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
رأى عمر حلة سيراء تباع، فقال: يا رسول
الله، ابتع هذه والبسها يوم الجمعة، وإذا جاءك الوفود. قال: (إنما يلبس هذه من لا
خلاق له). فأتي النبي صلى الله عليه وسلم منها بحلل، فأرسل إلى عمر بحلة، فقال:
كيف ألبسها وقد قلت فيها ما قلت؟ قال: (إني لم أعطكها لتلبسها، ولكن تبيعها أو تكسوها). فأرسل بها عمر
إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم.
[ر:846]
-3-10 - باب فضل صلة الرحم.
5637 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شُعبة قال: أخبرني ابن عثمان قال: سمعت موسى بن
طلحة، عن أبي أيوب قال: قيل: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة.
حدثني عبد الرحمن: حدثنا
بهز: حدثنا شُعبة: حدثنا ابن عثمان بن عبد الله بن موهب وأبوه عثمان بن عبد الله:
أنهما سمعا موسى بن طلحة، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه:
أن رجلا قال: يا رسول الله، أخبرني بعمل
يدخلني الجنة، فقال القوم: ما له ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرب
ما له). فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم
الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، ذرها). قال: كأنه كان على راحلته.
[ر:1332]
[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، رقم: 13.
(ذرها) اتركها، أي الراحلة. (كأنه كان على راحلته) أي كأن السائل كان على
الراحلة حين سأل، وفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم استعجاله، فلما بلغه مقصوده
من الجواب أمره أن يترك راحلته إلى منزله، إذ لم تبق له حاجة فيما قصد إليه. أو:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان راكباً، وكان السائل آخذاً بزمام ناقته، فأمره
بتركه بعد أخذ الجواب].
-3-11 - باب: إثم القاطع.
5638 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب: أن محمد بن
جبير بن مطعم قال: إن جبير بن مطعم أخبره:
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(لا يدخل الجنة قاطع).
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: صلة الرحم وتحريم قطيعتها،
رقم: 2556.
(لا يدخل الجنة قاطع) أي قاطع رحم، والمراد به هنا من استحل القطيعة، أو أي
قاطع، والمراد: لا يدخلها قبل أن يحاسب ويعاقب على قطيعته، وقطع الرحم هو ترك
الصلة والإحسان والبر بالأقارب].
-3-12 - باب: من بسط له في الرزق بصلة الرحم.
5639 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن معن قال: حدثني أبي، عن سعيد ابن
أبي سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(من سره أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه).
[ش (سره) أحب ذلك ورغب فيه. (يبسط) يوسع ويبارك. (ينسأ له في أثره) يمد له
في عمره ويؤخر أجله ويخلد ذكره. (فليصل رحمه) فليبر بأقاربه وليحسن إليهم].
5640 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس
بن مالك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه).
[ر:1961]
-3-13 - باب: من وصل وصله الله.
5641/5642 - حدثني بشر بن محمد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معاوية بن أبي
مزرد قال: سمعت عمي سعيد بن يسار يحدث، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن
الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه، قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة،
قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فهو
لك). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فاقرؤوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن توليتم
أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}.
(5642) - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان: حدثنا عبد الله بن دينار، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة رضي الله عنه:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن
الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته).
[ر:4552]
[ش (شجنة) يجوز في الشين الضم والكسر والفتح، وهي في الأصل: عروق الشجر
المشتبكة. (من الرحمن) اشتق اسمها من هذا الاسم الذي هو صفة من صفات الله تعالى،
والمعنى: أن الرحم أثر من آثار رحمته تعالى، مشتبكة بها، فمن قطعها كان منقطعاً من
رحمة الله عز وجل، ومن وصلها وصلته رحمة الله تعالى].
5643 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا سليمان بن بلال قال: أخبرني معاوية ابن أبي
مزرد، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله
عليه وسلم،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرحم
شجنة، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته).
-3-14 - باب: تبل الرحم ببلالها.
5644 - حدثنا عمرو بن عباس: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شُعبة، عن إسماعيل بن أبي
خالد، عن قيس بن أبي حازم: أن عمرو بن العاص قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جهاراً
غير سر يقول: (إن آل أبي - قال عمرو: في كتاب محمد بن جعفر بياض - ليسوا بأوليائي،
إنما وليي الله وصالح المؤمنين).
زاد عنبسة بن عبد الواحد، عن
بيان، عن قيس، عن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: (ولكن لهم رحم
أبلها ببلالها). يعني أصلها بصلتها.
[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم والبراءة
منهم، رقم: 215.
(آل أبي) أي أقربائي من النسب. (بياض) أي بغير كتابة، ووجد في بعض النسخ
(آل أبي فلان). (أوليائي) نصرائي وأعواني الذين أتولاهم ويتولونني بسبب القرابة
فقط. (صالح المؤمنين) المؤمنون الصالخون الصادقون، قريبين كانوا في النسب أم
بعيدين. (لهم) أي لآل أبي وأقربائي. (رحم)
قرابة. (أبلها) أنديها بما يجب أن تندى به من الصلة، والبلال: ما يبل به الحلق
ويندى من ماء وغيره].
-3-15 - باب: ليس الواصل بالمكافئ.
5645 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن الأعمش والحسن بن عمرو وفطر، عن
مجاهد، عن عبد الله بن عمرو: قال سفيان: لم يرفعه الأعمش إلى النبي صلى الله عليه
وسلم، ورفعه حسن وفطر،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس
الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها).
[ش (ليس الواصل بالمكافئ) أي إن الذي يصل غيره مكافأة له على ما قدم من
صلة، مقابلة له بمثل ما فعل، ليس بواصل حقيقة، لأن صلته نوع معاوضة ومبادلة. (إذا
قطعت رحمه وصلها) إذا قاطعه غيره قابله بالصلة].
-3-16 - باب: من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم.
5646 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عروة بن الزبير:
أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال: يا رسول
الله، أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية، من صلة، وعتاقة، وصدقة، هل كان لي
فيها من أجر؟ قال حكيم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسلمت على ما سلف من
خير).
ويقال أيضا: عن أبي اليمان:
أتحنث. وقال معمر وصالح وابن المسافر: أتحنث. وقال ابن إسحق: التحنث التبرر.
وتابعه هشام، عن أبيه.
[ر:1369]
-3-17 - باب: من ترك صبية غيره حتى تلعب به، أو قبلها أو مازحها.
3 - Or any number (such as 1, or 2 or 234987, etc.
أن هرقل أرسل إليه، فقال: فما يأمركم؟ -
يعني النبي صلى الله عليه وسلم - فقال: يأمرنا بالصلاة، والصدقة، والعفاف، والصلة.
[ر:7]
[ش (به) أي ببعض جسده أو عضو من أعضائه. (قبلها) تقبيل عطف وشفقة، لا تقبيل
تلذذ وشهوة. (مازحها) آنسها بالكلام وغيره].
5647 - حدثنا حبان: أخبرنا عبد الله، عن خالد بن سعيد، عن أبيه، عن أم خالد بنت
خالد بن سعيد قالت:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع
أبي وعلي قميص أصفر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سنه سنه). قال عبد الله:
وهي بالحبشية: حسنة، قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبي، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (دعها). ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبلي وأخلقي، ثم
أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي). قال عبد الله: فبقيت حتى ذكر، يعني من بقائها.
[ر:2906]
-3-18 - باب: رحمة الولد وتقبيله ومعانقته.
وقال ثابت: عن أنس:
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم إبراهيم
فقبله وشمه.
5648 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا مهدي: حدثنا ابن أبي يعقوب، عن ابن أبي نعم
قال:
كنت شاهداً لابن عمر، وسأله رجل عن دم
البعوض، فقال: ممن أنت؟ فقال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا، يسألني عن دم
البعوض، وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: (هما ريحانتاي من الدنيا).
[ر:3543]
5649 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: حدثني عبد الله بن أبي
بكر: أن عروة بن الزبير أخبره: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته قالت:
جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني، فلم
تجد عندي غير تمرة واحدة، فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها، ثم قامت فخرجت، فدخل
النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته، فقال: (من يلي من هذه البنات شيئاً، فأحسن
إليهن، كن له ستراً من النار).
[ر:1352]
[ش (يلي) من الولاية، وهي القيام بالشؤون والعناية، وفي رواية (بلي) من
البلاء وهو الاختبار، لأن الناس غالباً لا يرغبون في البنات، فكان وجودهن اختبار
للرضا بعطاء الله تعالى].
5650 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا الليث: حدثنا سعيد المقبري: حدثنا عمرو بن سليم:
حدثنا أبو قتادة قال:
خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم،
وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فصلى، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها.
[ر:494]
5651 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: حدثنا أبو سلمة بن عبد
الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:
قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن
بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما
قبلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (من لا يرحم لا
يرحم).
[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان
والعيال..، رقم: 2318.
(جالساً) منصوب على الحال، وفي نسخة (جالس)].
5652 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن هشام، عن عروة، عن عائشة رضي الله
عنها قالت:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أو أملك لك أن
نزع الله من قلبك الرحمة).
[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان
والعيال..، رقم: 2317.
(أعرابي) قيل: هو الأقرع بن حابس رضي الله عنه. وقيل: غيره.
(أو أملك لك..) أي لا أقدر أن أجعل في قلبك الرحمة، إن كان الله تعالى قد
نزعها منه].
5653 - حدثنا ابن أبي مريم: حدثنا أبو غسان قال: حدثني زيد بن أسلم، عن أبيه، عن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي،
فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته، فألصقته
ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه طارحة ولدها في
النار). قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: (لله أرحم بعباده من هذه
بولدها).
[ش أخرجه مسلم في التوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه،
رقم: 2754.
(سبي) أسرى من الصغار، ذكوراً وإناثاً. (تحلب ثديها) وفي نسخة (تحلب) أي
سال منه الحليب. (تسقي) حليبها للصبيان. (طارحة) ملقية. (أرحم) أكثر رحمة، ورحمته
تعالى إحسانه لعباده، ودفعه النقمة والعذاب عنهم، وعدم مؤاخذتهم على ما كسبوا].
-3-19 - باب: جعل الله الرحمة في مائة جزء.
5654 - حدثنا الحكم بن نافع البهراني: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرنا سعيد بن
المسيَّب: أن أبا هريرة قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض
جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها، خشية
أن تصيبه).
[6104]
[ش أخرجه مسلم في التوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه،
رقم: 2752.
(حتى ترفع الفرس حافرها) أي هذا التعاطف والإشفاق الغريزي من الحيوان على
ولده، من جملة ذلك الجزء من الرحمة، الذي جعله الله تعالى بين الخلق. والحافر
للفرس كالقدم للإنسان].
-3-20 - باب: قتل الولد خشية أن يأكل معه.
5655 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن
شرحبيل، عن عبد الله قال:
قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال:
(أن تجعل لله نداً وهو خلقك). قلت: ثم أي؟ قال: (أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك).
قال: ثم أي؟ قال: (أن تزاني حليلة جارك). وأنزل الله تصديق قول النبي صلى الله
عليه وسلم: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر}.
[ر:4207]
-3-21 - باب: وضع الصبي في الحجر.
5656 - حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن
عائشة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع صبياً
في حجره يحنكه، فبال عليه، فدعا بماء فأتبعه.
[ر:220]
[ش (حجره) بفتح الحاء وكسرها: حضنه].
-3-22 - باب: وضع الصبي على الفخذ.
5657 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا عارم: حدثنا المعتمر بن سليمان: يحدث عن
أبيه قال: سمعت أبا تميمة يحدث، عن أبي عثمان النهدي: يحدثه أبو عثمان، عن أسامة
بن زيد رضي الله عنهما:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني
فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الآخر، ثم يضمهما، ثم يقول: (اللهم
إرحمهما فإني أرحمهما).
وعن علي قال: حدثنا يحيى:
حدثنا سليمان، عن أبي عثمان: قال التميمي: فوقع في قلبي منه شيء، قلت: حدثت به كذا
وكذا، فلم أسمعه من أبي عثمان، فنظرت فوجدته عندي مكتوباً فيما سمعت.
[ر:3528]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق