-3-57 - باب: ما ينهى عن التحاسد والتدابر.
وقوله تعالى: {ومن شر حاسد
إذا حسد} /الفلق:5/.
[ش (حسد) تمني زوال النعمة عن غيره مطلقاً، أو لتكون له].
5717 - حدثنا بشر بن محمد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن همَّام بن منبه، عن
أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم
والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا،
ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً).
[ر:4849]
5718 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: حدثني أنس بن مالك رضي
الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم
أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام).
[5726]
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: تحريم التحاسد والتباغض
والتدابر، رقم: 2559.
(تدابروا) يعط كل واحد من الناس دبره وقفاه لغيره، ويعرض عنه.
(يهجر) يقاطع].
-3-58 - باب: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا
تجسسوا} /الحجرات:12/.
[ش (الظن) التوهم، وعدم التحقيق في الأمور، والحكم على الشيء بدون دليل.
(بعض الظن) وهو الظن السئ بالمسلمين. (إثم) موقع في الإثم.
(تجسسوا) من التجسس، وهو تتبع عورات الناس والبحث عنها].
5719 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي
هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تناجشوا، ولا
تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا).
[ر:4849]
[ش (لا تناجشوا) من النجش، وهو أن يزيد في ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها،
ليوهم غيره بنفاستها].
-3-59 - باب: ما يجوز من الظن.
5720 - حدثنا سعيد بن عفير: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن
عائشة قالت:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أظن
فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً). قال الليث: كانا رجلين من المنافقين.
حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا
الليث بهذا. وقالت:
دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم يوما
وقال: (يا عائشة، ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان ديننا الذي نحن عليه).
[ش (يعرفان من ديننا شيئاً) يفقهان شيئاً من أحكامه، ويعملان بشيء من
توجيهاته].
-3-60 - باب: ستر المؤمن على نفسه.
5721 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن جعد، عن ابن أخي ابن
شهاب، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله قال: سمعت أبا هريرة يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم
يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه،
ويصبح يكشف ستر الله عنه).
[ش أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب: النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه،
رقم: 2990.
(معافى) يعفو الله تعالى عن زلته بفضله ورحمته. (المجاهرون) المعلنون
بالمعاصي والفسوق. (المجاهرة) وفي رواية (المجانة) وهي الاستهتار بالأمور وعدم
المبالاة بالقول أو الفعل. (البارحة) أقرب ليلة مضت من وقت القول].
5722 - حدثنا مسدَّد: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن صفوان بن محرز:
أن رجلاً سأل ابن عمر: كيف سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال: (يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه
عليه، فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم،
فيقرره ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم).
[ر:2309]
-3-61 - باب: الكبر.
وقال مجاهد: {ثاني عطفه}
/الحج: 9/: مستكبراً في نفسه. عطفه: رقبته.
[ش (ثاني عطفه) العطف من الإنسان جانبه الذي يمكنه أن يثنيه من رأسه إلى
وركه، ويعبر بهذه الحركة عن الإعراض، وهو عنوان الكبر].
5723 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان: حدثنا معبد بن خالد القيسي، عن حارثة
بن وهب الخزاعي،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا
أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضاعف، لو أقسم على الله لأبره: ألا أخبركم بأهل
النار؟ كل عتل جواظ مستكبر).
[ر:4634]
5724 - وقال محمد بن عيسى: حدثنا هُشَيم: أخبرنا حميد الطويل: حدثنا أنس بن مالك
قال:
كانت الأمة من إماء أهل المدينة، لتأخذ
بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت.
[ش (الأمة) المرأة المملوكة. (لتأخذ بيده) أي تطلب مساعدته فيلبي طلبها
وينقاد لها، وليس المراد مسك يده. (فتنطلق به) تذهب ويذهب معها إذا احتاجت
مساعدتها للذهاب. (حيث شاءت) أي موضع من مواضع المدينة يكون قضاء حاجتها فيه].
-3-62 - باب: الهجرة.
وقول النبي صلى الله عليه
وسلم: (لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث).
5725 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: حدثني عوف بن مالك بن
الطفيل، هو ابن الحارث، وهو ابن أخي عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها، أن
عائشة حدثت:
أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو
عطاء أعطته عائشة: والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها، فقالت: أهو قال هذا؟
قالوا: نعم، قالت: هو لله علي نذر، أن لا أكلم ابن الزبير أبداً. فاستشفع ابن
الزبير إليها، حين طالت الهجرة، فقالت:لا والله لا أشفع فيه أبداً ولا أتحنث إلى
نذري. فلما طال ذلك على ابن الزبير، كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن
عبد يغوث، وهما من بني زهرة، وقال لهما: أنشدكما بالله لما أدخلتماني على عائشة،
فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي. فأقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين بأرديتهما،
حتى استأذنا على عائشة، فقالا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته أندخل؟ قالت عائشة:
ادخلوا، قالوا: كلنا؟ قالت: نعم، ادخلوا كلكم، ولا تعلم أن معهما ابن الزبير، فلما
دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب، فاعتنق عائشة وطفق يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد
الرحمن يناشدانها إلا ما كلمته، وقبلت منه، ويقولان: إن النبي صلى الله عليه وسلم
نهى عما قد علمت من الهجرة، فإنه: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال).
فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج، طفقت تذكرهما وتبكي وتقول: إني نذرت،
والنذر شديد، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير، وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت
تذكر نذرها بعد ذلك، فتبكي حتى تبل دموعها خمارها.
[ر:3314]
[ش (طالت الهجرة) استمرت المقاطعة. (لا أشفع فيه أبداً) وفي رواية: (لا
أشفع فيه أحداً) وفي رواية الجمع بينهما: (لا أشفع فيه أحداً أبداً). (أتحنث إلى
نذري) أخالف نذري وأحنث به. (لما) بالتشديد وبالتخفيف، والتخفيف أشهر وأكثر. (لا
يحل لها..) لأنه كان ابن أختها، وكانت تتولى تربيته غالباً.
(قطيعتي) تركي وهجري. (مشتملين) اشتمل بثوبه أداره على جسده.
(أندخل) أي الحجرة. (الحجاب) الستر الذي كانت تجلس خلفه إذا دخل عليها غير
محارمها. (طفق) شرع وأخذ. (يناشدها) يطلب منها ويسألها العفو والكف عن مقاطعته.
(التحريج) التضييق. (رقبة) عبداً مملوكاً أو أمة.
(فتبكي) أسفاً على تسرعها بالنذر الذي احتاجت لعدم البر به. (خمارها)
غطاءها].
5726 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم
أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال).
[ر:5718]
5727 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد
الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما
الذي يبدأ بالسلام).
[5883]
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر
شرعي، رقم: 2560.
(يهجر) يقاطع. (فيعرض) بوجهه وينصرف. (خيرهما) أفضلهما وأكثرهما ثواباً].
-3-63 - باب: ما يجوز من الهجران لمن عصى.
وقال كعب، حين تخلف عن النبي
صلى الله عليه وسلم: ونهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا، وذكر
خمسين ليلة.
[ر:4156]
5728 - حدثنا محمد: أخبرنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله
عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني
لأعرف غضبك ورضاك). قالت: قلت: وكيف تعرف ذاك يا رسول الله؟ قال: (إنك إذا كنت
راضية قلت: بلى ورب محمد، وإذا كنت ساخطة قلت: لا ورب إبراهيم). قالت: قلت: أجل،
لست أهاجر إلا اسمك.
[ر:4930]
-3-64 - باب: هل يزور صاحبه كل يوم، أو بكرة وعشياً.
5729 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر. وقال الليث: حدثني عُقَيل:
قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
قالت:
لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم
يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار، بكرة
وعشية، فبينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل: هذا رسول الله
صلى الله عليه وسلم، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، قال أبو بكر: ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر، قال:
(إني قد أذن لي بالخروج).
[ر:464]
-3-65 - باب: الزيارة، ومن زار قوما فطعم عندهم.
وزار سلمان أبا الدرداء في
عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأكل عنده.
[ر:1867]
5730 - حدثنا محمد بن سلام: أخبرنا عبد الوهاب، عن خالد الحذاء، عن أنس بن سيرين،
عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار أهل
بيت في الأنصار، فطعم عندهم طعاماً، فلما أراد أن يخرج، أمر بمكان من البيت فنضح
له على بساط، فصلى عليه ودعا لهم.
[ر:639]
-3-66 - باب: من تجمل للوفود.
5731 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الصمد قال: حدثني أبي قال: حدثني يحيى
بن أبي إسحق قال: قال لي سالم بن عبد الله: ما الإستبرق؟ قلت: ما غلظ من الديباج،
وخشن منه. قال: سمعت عبد الله يقول:
رأى عمر على رجل حلة من إستبرق، فأتى بها
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، اشتر هذه، فالبسها لوفد الناس إذا
قدموا عليك. فقال: (إنما يلبس الحرير من لا خلاق له). فمضى في ذلك ما مضى، ثم أن
النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليه بحلة، فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بعثت إلي بهذه، وقد
قلت في مثلها ما قلت؟ قال: (إنما بعثت إليك لتصيب بها مالاً). فكان ابن عمر يكره
العلم في الثوب لهذا الحديث.
[ر:846]
[ش
(لتصيب بها مالاً) تنتفع بها. كأن تبيعها وتأخذ ثمنها. (العلم) الخط من الحرير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق