5101 - حدثنا يحيى بن بُكَير: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن
عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
أنها كانت إذا مات الميت من أهلها،
فاجتمع لذلك النساء، ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها، أمرت ببرمة من تَلْبِينَة
فطُبخت، ثم صُنِعَ ثَريد فصُبَّت التَّلْبِينَة عليها، ثم قالت: كلن منها، فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (التَّلْبِينَة مُجِمَّةٌ لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن).
[5365، 5366].
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: التلبينة مجمة لفؤاد المريض، رقم: 2216.
(خاصتها) من تخصه ببرها وودها من غيرهن. (ببرمة) قدر من حجارة أو نحوها.
(تلبينة) طعام رقيق يصنع من لبن ودقيق أو نخالة، وربما جعل فيه عسل، سميت بذلك
تشبيهاً باللبن لبياضها ورقتها. (ثريد) خبز يفتت ثم يبل بمرق. (مجمة) استراحة.
(لفؤاد) لقلب].
-3-24 - باب: الثَّريد.
5102 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غُنْدَر: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مُرَّة
الجَمَلي، عن مُرَّة الهَمْداني، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال:
(كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء:
إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثَّريد على
سائر الطعام).
[ر: 3230].
5103 - حدثنا عمرو بن عَون: حدثنا خالد بن عبد الله، عن أبي طُوَالة، عن أنس، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(فضل عائشة على النساء، كفضل الثَّريد على
سائر الطعام).
[ر: 3559].
5104 - حدثنا عبد الله بن منير: سمع أبا حاتم الأشهل بن حاتم: حدثنا ابن عون، عن
ثُمامة بن أنس، عن أنس رضي الله عنه قال:
دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم على
غلام له خيَّاط، فقدم إليه قصعة فيها ثريد، قال: وأقبل على عمله، قال: فجعل النبي
صلى الله عليه وسلم يتتبع الدُّبَّاء، قال: فجعلت أتتبعه فأضعه بين يديه، قال: فما
زلت بعد أحب الدُّبَّاء.
[ر: 1986].
[ش (ثريد) خبز مفتت ومبلل بمرق. (أقبل على عمله) أي ترك النبي صلى الله عليه
وسلم يأكل وانصرف هو إلى عمله].
-3-25 - باب: شاة مسموطة، والكتف والجنب.
5105 - حدثنا هُدبة بن خالد: حدثنا همَّام بن يحيى، عن قتادة قال:
كنا نأتي أنس بن مالك رضي الله عنه
وخبَّازه قائم، قال: كلوا، فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفاً مرققاً
حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطاً بعينه قطُّ.
[ر: 5070].
[ش (سميطاً) هي التي أزيل شعر جلدها بالماء الحار، ثم شويت].
5106 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن جعفر
بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحتزُّ من كتف شاة، يأكل منها، فدُعي إلى الصلاة، فقام فطرح السكين، فصلى ولم
يتوضأ.
[ر:205]
-3-26 - باب: ما كان السلف يدَّخرون في بيوتهم وأسفارهم، من الطعام واللحم وغيره.
وقالت عائشة وأسماء: صنعنا
للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر سفرة.
[ر:3692]
5107 - حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن أبيه قال:
قلت لعائشة:
أنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤكل
لحوم الأضاحي فوق ثلاث؟ قالت: ما فعله إلا في عام جاع الناس فيه، فأراد أن يطعم
الغني الفقير، وإن كنا لنرفع الكُرَاعَ، فنأكله بعد خمس عشرة، قيل: ما اضطركم
إليه؟ فضحكت، قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بُرٍّ مأدوم ثلاثة
أيام حتى لحق بالله.
وقال ابن كثير: أخبرنا
سفيان: حدثنا عبد الرحمن بن عابس بهذا.
[ر:5100]
[ش (ما فعله) أي ما نهى عنه. (لنرفع) نأخذ وندخر. (الكراع) هو ما استدق من ساعد
الشاة أو البقرة. (بر) قمح. (مأدوم) يؤكل معه إدام، والإدام كل ما يؤكل مع الخبز].
5108 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء، عن جابر قال:
كنا نتزود لحوم الهدي على عهد النبي صلى
الله عليه وسلم إلى المدينة.
تابعه محمد، عن ابن عيينة،
وقال ابن جريج: قلت لعطاء: أقال حتى جئنا المدينة؟ قال: لا.
[ر:1632]
-3-27 - باب: الحَيْسِ.
5109 - حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب بن
عبد الله بن حنطب: أنه سمع أنس بن مالك يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي
طلحة: (التمس غلاماً من غلمانكم يخدمني) فخرج بي أبو طلحة يُردفني وراءه، فكنت
أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: (اللهم إني
أعوذ بك من الهم والحَزَن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضَلَع الدَّين، وغلبة
الرجال). فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر، وأقبل بصفيَّة بنت حيي قد حازها، فكنت
أراه يُحَوِّي لها وراءه بعباءة أو بكساء، ثم يُردفها وراءه، حتى إذا كنا بالصهباء
صنع حَيْساً في نِطَعٍ، ثم أرسلني فدعوت رجالاً فأكلوا، وكان ذلك بناءه بها، ثم
أقبل حتى إذا بدا له أحُد، قال: (هذا جبل يحبنا ونحبه). فلما أشرف على المدينة
قال: اللهم إني أحرِّم ما بين جبليها، مثل ما حرَّم به إبراهيم مكة، اللهم بارك
لهم في مُدِّهم وصاعهم).
[ر:2732]
[ش أخرجه مسلم في الحج، باب: فضل المدينة، رقم: 1365.
(الهم والحزن) قيل هما بمعنى واحد، وقيل: الهم لما يتصور من المكروه
الحالي، والحزن لما وقع منه في الماضي. (الكسل) التثاقل عن الأمر.
(الجبن) ضد الشجاعة، وهو الخوف والجزع من ملاقاة العدو ونحوه.
(ضلع الدين) ثقله وشدته. (غلبة الرجال) قهرهم. (حازها) اختارها من السبي.
(يحوي لها) جعل تحتها على سنام الراحلة كساء محشواً، يحفظها من السقوط، ويريحها
بالإسناد إليه. حيساً: هو تمر ينزع نواه، ويدق مع أقط ويعجنان بالسمن، ثم يدلك
باليد حتى يصبح كالثريد، وربما جعل معه سويق أي دقيق. (نطع) بساط من جلد. (بناؤه)
دخوله].
-3-28 - باب: الأكل في إناء مفضَّض.
5110 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سيف بن أبي سليمان قال: سمعت مجاهداً يقول: حدثني
عبد الرحمن بن أبي ليلى:
أنهم كانوا عند حُذَيفة، فاستسقى فسقاه
مجوسي، فلما وضع القدح في يده رماه به وقال: لولا أني نهيته غير مرة ولا مرتين،
كأنه يقول: لم أفعل هذا، ولكني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تلبسوا
الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها،
فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة).
[5309، 5310، 5493، 5499]
[ش أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب: تحريم استعمال إناء الذهب والفضة،
رقم: 2067.
(مجوسي) هو من يعبد النار. (رماه به) أي بالإناء لأنه كان من فضة.
(لم أفعل هذا) لم أرمه به. (الديباج) نوع من الثياب المتخذة من الحرير.
(آنية) أوعية. (صحافها) جمع صحفة، وهي إناء كالقصعة المبسوطة.
(لهم) للكفار].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق