السبت، 25 فبراير 2012

اقوال الرسول









إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا


-3-19 - باب: إذا قال: فلان يقرئك السلام.
5898 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا زكرياء قال: سمعت عامراً يقول: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة رضي الله عنها حدثته:
 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: (إن جبريل يقرئك السلام). قالت: وعليه السلام ورحمة الله.
[ر:3045]
-3-20 - باب: التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين.
5899 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزُهري، عن عروة بن الزبير قال: أخبرني أسامة بن زيد:
 أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حماراً، عليه إكاف تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة بن زيد، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدر، حتى مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء، لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقاً، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه، قال ابن رواحة: اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى هموا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال: (أي سعد: ألم تسمع ما قال أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال كذا وكذا). قال: اعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه، فيعصبوه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر:2825]
-3-21 - باب: من لم يسلم على من اقترف ذنباً، ولم يرد سلامه، حتى تتبين توبته، وإلى متى تتبين توبة العاصي.
وقال عبد الله بن عمرو: لا تسلموا على شربة الخمر.
5900 - حدثنا ابن بكير: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب: أن عبد الله بن كعب قال:
 سمعت كعب بن مالك: يحدث حين تخلف عن تبوك، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا، وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه، فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ حتى كملت خمسون ليلة، وآذن النبي صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى الفجر.
[ر:2606]
-3-22 - باب: كيف الرد على أهل الذمة بالسلام.
5901 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت:
 دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم، ففهمتها فقلت: عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مهلاً يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله). فقلت: يا رسول الله، أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فقد قلت: وعليكم).
[ر:2777]
5902 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سلم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: السام عليك، فقل: وعليك).
[6529]
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، رقم: 2164.
(السام) الموت، وقيل الموت العاجل. (وعليك) ما تستحقه وما أردت لنا].
5903 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا هشيم: أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
 قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم).
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، رقم: 2163].
-3-23 - باب: من نظر في كتاب من يحذر على المسلمين ليستبين أمره.
5904 - حدثنا يوسف بن بهلول: حدثنا ابن إدريس قال: حدثني حصين بن عبد الرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال:
 بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير بن العوام وأبا مرثد الغنوي، وكلنا فارس، فقال: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين، معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين). قال: فأدركناها تسير على جمل لها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلنا: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب، فأنخنا بها، فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئاً، قال صاحباي: ما نرى كتاباً، قال: قلت: لقد علمت ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يحلف به، لتخرجن الكتاب أو لأجردنك. قال: فلما رأت الجد مني أهوت بيدها إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الكتاب، قال: فانطلقنا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما حملك يا حاطب على ما صنعت). قال: ما بي إلا أن أكون مؤمناً بالله ورسوله، وما غيرت ولا بدلت، أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابك هناك إلا وله من يدفع الله به عن أهله وماله، قال: (صدق، فلا تقولوا له إلا خيراً). قال: فقال عمر بن الخطاب: إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فأضرب عنقه، قال: فقال: (يا عمر، وما يدريك، لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة). قال: فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم.
[ر:2845]
[ش (والذي يحلف به) أي والله، لأن المسلم لا يحلف بغير الله تعالى.
(حجزتها) معقد إزارها. (وجبت) ثبتت واستحقت].
-3-24 - باب: كيف يكتب الكتاب إلى أهل الكتاب.
5905 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن ابن عباس أخبره: أن أبا سفيان بن حرب أخبره:
 أن هرقل أرسل إليه في نفر من قريش، وكانوا تجاراً بالشأم، فأتوه، فذكر الحديث، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ، فإذا فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد).
[ر:7]
-3-25 - باب: بمن يبدأ في الكتاب.
5906 - وقال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل، أخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار، وصحيفة منه إلى صاحبه.
وقال عمر بن أبي سلمة، عن أبيه: عن أبي هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نجر خشبة، فجعل المال في جوفها، وكتب إليه صحيفة: من فلان إلى فلان).
[ر:1427]
-3-26 - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (قوموا إلى سيدكم).
5907 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شُعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبي سعيد:
 أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه فجاء، فقال: (قوموا إلى سيدكم، أو قال: خيركم). فقعد عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (هؤلاء نزلوا على حكمك). قال: فإني أحكم أن تقتل مقاتلهم، وتسبي ذراريهم، فقال: (لقد حكمت بما حكم به الملك).
قال أبو عبد الله: أفهمني بعض أصحابي، عن أبي الوليد، من قول أبي سعيد: (إلى حكمك).
[ر:2878]
[ش (قوموا إلى سيدكم) زاد الإمام أحمد في مسنده: فأنزلوه، وإسناده حسن، وإنما قاموا لينزلوه عن دابته لما كان فيه من المرض كما جاء في بعض الروايات].
-3-27 - باب: المصافحة.
وقال ابن مسعود: علمني النبي صلى الله عليه وسلم التشهد، وكفي بين كفيه.
[ر:5910]
وقال كعب بن مالك: دخلت المسجد، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني.
[ر:4156]
5908 - حدثنا عمرو بن عاصم: حدثنا همَّام، عن قتادة قال: قلت لأنس:
 أكانت المصافحة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
5909 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني حيوة قال: حدثني أبو عُقَيل زهرة بن معبد: سمع جده عبد الله بن هشام قال:
 كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب.
[ر:3491]
-3-28 - باب: الأخذ باليدين.
وصافح حمَّاد بن زيد ابن المبارك بيديه.
[ش (الأخذ باليدين) وفي بعض النسخ: باليد].
5910 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا سيف قال: سمعت مجاهداً يقول: حدثني عبد الله بن سخبرة أبو معمر قال: سمعت ابن مسعود يقول:
 علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفي بين كفيه، التشهد، كما يعلمني السورة من القرآن: (التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله). وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا: السلام - يعني - على النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر:797]
-3-29 - باب: المعانقة، وقول الرجل كيف أصبحت.
5911 - حدثنا إسحق: أخبرنا بشر بن شعيب: حدثني أبي، عن الزُهري قال: أخبرني عبد الله بن كعب: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن علياً - يعني - ابن أبي طالب خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثنا أحمد بن صالح: حدثنا عنبسة: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن عباس أخبره:
 أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا حسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أصبح بحمد الله بارئاً، فأخذ بيده العباس فقال: ألا تراه، أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، والله إني لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتوفى في وجعه، وإني لأعرف في وجوه بني عبد المطلب الموت، فاذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسأله: فيمن يكون الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا أمرناه فأوصى بنا، قال علي: والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس أبداً، وإني لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبداً.
[ر:4182]
-3-30 - باب: من أجاب بلبيك وسعديك.
5912 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا همَّام، عن قتادة، عن أنس، عن معاذ قال:
 أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا معاذ). قلت: لبيك وسعديك، ثم قال مثله ثلاثاً: (هل تدري ما حق الله على العباد). قلت: لا، قال: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً). ثم سار ساعة، فقال: (يا معاذ). قلت: لبيك وسعديك، قال: (هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك: أن لا يعذبهم).
حدثنا هدبة: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة، عن أنس، عن معاذ: بهذا.
[ر:2701]
5913 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا زيد بن وهب: حدثنا والله أبو ذر بالربذة قال:
 كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء، استقبلنا أحد، فقال: (يا أبا ذر، ما أحب أن أحداً لي ذهباً، يأتي علي ليلة أو ثلاث، عندي منه دينار إلا أرصدة لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا). وأرانا بيده، ثم قال: (يا أبا ذر). قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله، قال: (الأكثرون هم الأقلون، إلا من قال هكذا وهكذا). ثم قال لي: (مكانك لا تبرح يا أبا ذر حتى أرجع). فانطلق حتى غاب عني، فسمعت صوتاً، فخشيت أن يكون عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأردت أن أذهب، ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تبرح). فمكثت، قلت: يا رسول الله، سمعت صوتاً، خشيت أن يكون عرض لك، ثم ذكرت قولك فقمت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ذاك جبريل، أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة). قلت: يا رسول الله، وإن زنى وإن سرق، قال: (وإن زنى وإن سرق). قلت لزيد: إنه بلغني أنه أبو الدرداء، فقال: أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة.
قال الأعمش: وحدثني أبو صالح، عن أبي الدرداء نحوه. وقال أبو شهاب، عن الأعمش: (يمكث عندي فوق ثلاث).
[ر:2258]
[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات مشركاً دخل النار. وفي الزكاة، باب: الترغيب في الصدقة، رقم: 94.
(حرة) أرض ذات حجارة سوداء خارج المدينة. (أقول به) عبر بالقول عن الفعل. (هكذا..) كناية عن جهات الإنفاق والصرف في مصالح عباد الله تعالى. (فخشيت) في نسخة (فتخوفت)].
-3-31 - باب: لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه.
5914 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما،
 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه).
[ر:869]
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: تحريم إقامة الإنسان من موضعه المباح، رقم: 2177].
-3-32 - باب: {إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا} الآية /المجادلة: 11/.
[ش (تفسحوا) توسعوا. (في المجلس) على قراءة، وقراءة حفص عن عاصم. (في المجالس). (يفسح الله لكم) يوسع لكم منازلكم في الجنة. (انشزوا) ارتفعوا وقوموا لقتال ونحوه. (الآية) وتتمتها: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير}].
5915 - حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر،
 عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا. وكان ابن عمر يكره أن يقوم الرجل من مجلسه ثم يجلس مكانه.
[ر:869]
-3-33 - باب: من قام من مجلسه أو بيته ولم يستأذن أصحابه، أو تهيأ للقيام ليقوم الناس.
5916 - حدثنا الحسن بن عمر: حدثنا معتمر: سمعت أبي يذكر عن أبي مجلز، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
 لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا الناس، طعموا ثم جلسوا يتحدثون، قال: فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام معه من الناس وبقي ثلاثة، وإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا فانطلقوا، قال: فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل فأرخى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم}
 - إلى قوله - {إن ذلكم كان عند الله عظيماً}.
[ر:4513]
-3-34 - باب: الاحتباء باليد، وهو القرفصاء.
5917 - حدثني محمد بن أبي غالب: أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا محمد بن فليح، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
 رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة، محتبياً بيده هكذا.
[ش (بفناء الكعبة) ما امتد من جوانبها. (محتبياً) جامعاً ظهره وساقيه بشيء يشدهما، أو يقعد على مقعدته وينصب ساقيه ويدير عليهما ذراعيه ويديه].
-3-35 - باب: من اتكأ بين يدي أصحابه.
قال خباب: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة، قلت: ألا تدعو الله، فقعد.
[ر:3416]
5918 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا بشر بن المفضل: حدثنا الجريري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال:
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأكبر الكبائر). قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين).
حدثنا مسدَّد: حدثنا بشر مثله، وكان متكئاً فجلس، فقال: (ألا وقول الزور). فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.
[ر:2511]
-3-36 - باب: من أسرع في مشيه لحاجة أو قصد.
5919 - حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة: أن عقبة بن الحارث حدثه قال:
 صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر فأسرع، ثم دخل البيت.
[ر:813]
-3-37 - باب: السرير.
5920 - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وسط السرير، وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة، تكون لي الحاجة، فأكره أن أقوم فأستقبله، فأنسل انسلالاً.
[ر:486]
-3-38 - باب: من ألقي له وسادة.
5921 - حدثنا إسحق: حدثنا خالد. وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عمرو بن عون: حدثنا خالد، عن خالد، عن أبي قلابة قال: أخبرني أبو المليح قال: دخلت مع أبيك زيد على عبد الله بن عمرو فحدثنا:
 أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي، فدخل علي، فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف، فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه، فقال لي: (أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام). قلت: يا رسول الله، قال: (خمساً). قلت: يا رسول الله، قال: (سبعاً). قلت: يا رسول الله، قال: (تسعاً). قلت: يا رسول الله، قال: (إحدى عشرة). قلت: يا رسول الله، قال: (لا صوم فوق صوم داود، شطر الدهر: صيام يوم، وإفطار يوم).
[ر:1079]
[ش (حدثنا خالد عن خالد) خالد الأول، هو خالد بن عبد الله الطحان، شيخ إسحق بن شاهين الواسطي، وخالد الثاني، هو خالد بن مهران الحذاء، شيخ خالد الطحان].
5922 - حدثنا يحيى بن جعفر: حدثنا يزيد، عن شُعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة: أنه قدم الشأم.
وحدثنا أبو الوليد: حدثنا شُعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال:
 ذهب علقمة إلى الشأم، فأتى المسجد فصلى ركعتين، فقال: اللهم ارزقني جليساً، فقعد إلى أبي الدرداء، فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره، يعني حذيفة، أليس فيكم، أو كان فيكم، الذي أجاره الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الشيطان، يعني عماراً، أو ليس فيكم صاحب السواك والوساد، يعني ابن مسعود، كيف كان عبد الله يقرأ: {والليل إذا يغشى}. قال: {والذكر والأنثى}. فقال: ما زال هؤلاء حتى كادوا يشككونني، وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ر:3113]
-3-39 - باب: القائلة بعد الجمعة.
5923 - حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: كنا نقيل ونتغدى بعد الجمعة.
[ر:896]
-3-40 - باب: القائلة في المسجد.
5924 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
 ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح به إذا دعي بها، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة عليها السلام، فلم يجد علياً في البيت، فقال: (أين ابن عمك). فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: (انظر أين هو). فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع. قد سقط رداؤه عن شقه فأصاب تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه وهو يقول: (قم أبا تراب، قم أبا تراب).
[ر:430]
-3-41 - باب: من زار قوماً فقال عندهم.
5925 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس:
 أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعاً، فيقيل عندها على ذلك النطع، قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره، فجمعته في قارورة، ثم جمعته في سك، قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة، أوصى إلي أن يجعل في حنوطه من ذلك السك، قال: فجعل في حنوطه.
[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به، رقم:2331، 2332.
(نطعاً) بساطاً من الجلد. (فيقيل) ينام وقت الظهيرة. (قارورة) زجاجة.
(سك) نوع من الطيب. (حنوطه) هو الطيب المخلوط الذي يوضع للميت خاصة].
5926 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول:
 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء، يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل يوماً فأطعمته، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ فقال: (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكاً على الأسرة، أو قال: مثل الملوك على الأسرة). يشك إسحق. فقلت: ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ يضحك، فقلت: ما يضحكك يا رسول الله، قال: (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكاً على الأسرة، أو: مثل الملوك على الأسرة). فقلت: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (أنت من الأولين). فركبت البحر في زمان معاوية، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت.
[ر:2636]
-3-42 - باب: الجلوس كيفما تيسر.
5927 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
 نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لبستين وعن بيعتين: اشتمال الصماء، والاحتباء في ثوب واحد ليس على فرج الإنسان منه شيء، والملامسة والمنابذة. تابعه معمر ومحمد بن أبي حفصة، وعبد الله بن بديل، عن الزُهري.
[ر:360]
-3-43 - باب: من ناجى بين يدي الناس، ومن لم يخبر بسر صاحبه، فإذا مات أخبر به.
5928 - حدثنا موسى، عن أبي عوانة: حدثنا فراس، عن عامر، عن مسروق: حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت:
 إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعاً، لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، ولا والله لا تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رحب وقال: (مرحباً بابنتي). ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها، فبكت بكاء شديداً، فلما رأى حزنها سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: عم سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني: أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة. (وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك). قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال: (يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة).
[ر:3426]
-3-44 - باب: الاستلقاء.
5929 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا الزُهري قال: أخبرني عباد بن تميم، عن عمه قال:
 رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد مستلقياً، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى.
[ر:463]
-3-45 - باب: لا يتناجى اثنان دون الثالث.
وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون. إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون} /المجادلة: 9، 10/.
وقوله: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم. أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون} /المجادلة: 12، 13/.
[ش (تناجيتم) من التناجي، وهو التخاطب سراً من غير المتخاطبين.
(النجوى) التكالم في السر بما فيه معصية، أو: الانفراد بالحديث دون الثالث فقط. (من الشيطان) من تزيينه. (بإذن الله) بإرادته. (بين يدي) قبل وقدام.
(أشفقتم) خفتم من الإنفاق].
5930 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك. وحدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد الله رضي الله عنه:
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كانوا ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الثالث).
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: تحريم مناجاة الاثنين دون الثالث بغير رضاه، رقم:2183.
(يتناجى) يتخاطب سراً. (دون الثالث) من غير أن يشركاه في الحديث].
-3-46 - باب: حفظ السر.
5931 - حدثنا عبد الله بن صباح: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي قال: سمعت أنس بن مالك:
 أسر إلي النبي صلى الله عليه وسلم سراً، فما أخبرت به أحداً بعده، ولقد سألتني أم سليم فما أخبرتها به.
[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: من فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه، رقم: 2482].
-3-47 - باب: إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارة والمناجاة.
5932 - حدثنا عثمان: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه:
 قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، أجل أن يحزنه).
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: تحريم مناجاة الاثنين دون الثالث بغير رضاه، رقم:2184.
(تختلطوا بالناس) تصبحوا أكثر من ثلاثة. (أجل أن يحزنه) وفي نسخة: (أجل أن ذلك يحزنه) وفي [الأدب المفرد] للمصنف (من أجل أن ذلك يحزنه) أي من أجل أن المناجاة دونه تزعجه وتسيئه].
5933 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله قال:
 قسم النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قسمة، فقال رجل من الأنصار: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، قلت: أما والله لآتين النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيته وهو في ملأ فساررته، فغضب حتى احمر وجهه، ثم قال: (رحمة الله على موسى، أوذي بأكثر من هذا فصبر).
[ر:2981]
[ش (ملأ) جماعة. (فساررته) تكلمت معه سراً].