-3-77 - باب: الحياء.
5766 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة، عن قتادة، عن أبي السوار العدوي قال: سمعت عمران
بن حصين قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء
لا يأتي إلا بخير). فقال بشير بن كعب: مكتوب في الحكمة: إن من الحياء وقاراً، وإن
من الحياء سكينة. فقال له عمران: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني
عن صحيفتك.
[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها..،
رقم: 37.
(بشير) العدوي البصري، تابعي جليل، رحمه الله تعالى. (الحكمة) أي في كتب
الحكمة، وهي التي تبحث في أحوال وحقائق الموجودات، ولعلها ما يسمى الآن بعلم
الفلسفة والأخلاق. (وقاراً) حلماً ورزانة. (سكينة) هدوءاً وطمأنينة].
5767 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة: حدثنا ابن شهاب، عن
سالم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل،
وهو يعاتب أخاه في الحياء، يقول: إنك لتستحيي، حتى كأنه يقول: قد أضر بك، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعه، فإن الحياء من الإيمان).
[ر:24]
[ش (يعاتب) يلوم ويعظ. (أضر بك) سبب لك الحياء ضرراً لكثرة ما تستحي].
5768 - حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شُعبة، عن قتادة، عن مولى أنس - قال أبو عبد
الله: اسمه عبد الله بن أبي عتبة - سمعت أبا سعيد يقول:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء
من العذراء في خدرها.
[ر:3369]
-3-78 - باب: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
5769 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا منصور، عن ربعي بن حراش: حدثنا أبو
مسعود قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن مما
أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
[ر:3296]
-3-79 - باب: ما لا يستحيا من الحق للتفقه في الدين.
5770 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت
أبي سلمة، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:
جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة غسل إذا
احتلمت؟ فقال: (نعم، إذا رأت الماء).
[ر:130]
5771 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا محارب بن دثار قال: سمعت ابن عمر يقول:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل
المؤمن كمثل شجرة خضراء، لا يسقط ورقها ولا يتحات). فقال القوم: هي شجرة كذا، هي
شجرة كذا، فأردت أن أقول: هي النخلة، وأنا غلام شاب فاستحييت، فقال: (هي النخلة).
وعن شُعبة: حدثنا خبيب بن
عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن ابن عمر: مثله، وزاد: فحدثت به عمر فقال: لو كنت
قلتها لكان أحب إلي من كذا وكذا.
[ر:61]
5772 - حدثنا مسدَّد: حدثنا مرحوم: سمعت ثابتاً: أنه سمع أنساً رضي الله عنه يقول:
جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
تعرض عليه نفسها، فقالت: هل لك حاجة في؟ فقالت ابنته: ما أقل حياءها، فقال: هي خير
منك، عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسها.
[ر:4828]
-3-80 - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يسروا ولا تعسروا).
وكان يحب التخفيف واليسر على
الناس.
5773 - حدثني إسحق: حدثنا النضر: أخبرنا شُعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن
جده قال:
لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومعاذ بن جبل قال لهما: (يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا). قال أبو
موسى: يا رسول الله، إنا بأرض يصنع فيها شراب من العسل، يقال له البتع، وشراب من
الشعير، يقال له المزر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مسكر حرام).
[ر:2873]
5774 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة، عن أبي التياح قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله
عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يسروا
ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا).
[ر:69]
[ش (يسروا) أمر بالتيسير، وهو الأخذ بما هو أسهل، لينشط الناس في العمل.
(سكنوا) من التسكين، ضد التحريك، والمراد إدخال الطمأنينة والهدوء على النفس].
5775 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي
الله عنها أنها قالت:
ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما
انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله،
فينتقم بها لله.
[ر:3367]
5776 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن الأزرق بن قيس قال:
كنا على شاطيء نهر بالأهواز، قد نضب عنه
الماء، فجاء أبو برزة الأسلمي على فرس، فصلى وخلى فرسه، فانطلقت الفرس، فترك صلاته
وتبعها حتى أدركها، فأخذها ثم جاء فقضى صلاته، وفينا رجل له رأي، فأقبل يقول:
انظروا إلى هذا الشيخ، ترك صلاته من أجل فرس، فأقبل فقال: ما عنفني أحد منذ فارقت
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إن منزلي متراخ، فلو صليت وتركت، لم آت أهلي
إلى الليل. وذكر أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم فرأى من تيسيره.
[ر:1153]
[ش (نضب عنه الماء) غاب وذهب في الأرض. (خلى..) تركه بدون ربط وعقل. (فقضى
صلاته) أداها بعدما قطعها. (له رأي) مخالف لرأي أهل السنة. (متراخ) متباعد. (تركت)
فرسي تذهب. (من تيسيره) ما يخالف رأي هذا المنكر].
5777 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري (ح). وقال الليث: حدثني يونس،
عن ابن شهاب: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن أبا هريرة أخبره:
أن أعرابياً بال في المسجد، فثار إليه
الناس ليقعوا به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأهريقوا على
بوله ذنوباً من ماء، أو سجلاً من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين).
[ر:217]
[ش (فثار..) هاجوا عليه. (ليقعوا به) ليؤذوه بالضرب ونحوه. (سجلاً) دلواً
فيه ماء].
-3-81 - باب: الانبساط إلى الناس.
وقال ابن مسعود: خالط الناس،
ودينك لا تَكْلِمَنَّهُ.
والدعابة مع الأهل.
[ش (لا تكلمنه) من الكلم وهو الجرح، أي بشرط أن يبقى دينك سليماً ولا يحصل
فيه خلل. (الدعابة) هي الملاطفة في القول والممازحة].
5778 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا أبو التياح قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله
عنه يقول:
إن كان النبي صلى الله عليه وسلم
ليخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير: (يا أبا عمير، ما فعل النغير).
[5850]
[ش (ليخالطنا) يلاطفنا بطلاقة الوجه والمزح. (لأخ لي) هو أخوه من أمه أم
سليم، ابن أبي طلحة، رضي الله عن الجميع. (النغير) مصغر نغر، وهو طير كالعصفور
محمر المنقار، يسميه أهل المدينة البلبل].
5779 - حدثنا محمد: أخبرنا أبو معاوية: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله
عنها قالت:
كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله
عليه وسلم، وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل
يتقمعن منه، فيسربهن إلي فيلعبن معي.
[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب: في فضل عائشة رضي الله عنها، رقم:
2440.
(صواحب) جمع صاحبة، وكن جواري صغيرات من أقرانها في السن.
(يتقمعن منه) يدخلن البيت ويستترن منه ثم يذهبن، وفي رواية: ينقمعن.
(فيسربهن إلي) يرسلهن واحدة بعد الأخرى].
-3-82 - باب: المداراة مع الناس.
ويذكر عن أبي الدرداء: إنا
لنكشر في وجوه أقوام، وإن قلوبنا لتلعنهم.
[ش (لنكشر) من الكشر، وهو ظهور الأسنان، وأكثر ما يكون عند الضحك، وهو
المراد هنا. (لتلعنهم) لتبغضهم].
5780 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن ابن المنكدر: حدثه عن عروة بن
الزبير: أن عائشة أخبرته:
أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم
رجل فقال: (ائذنوا له، فبئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة). فلما دخل ألان له
الكلام، فقلت له: يا رسول الله، قلت ما قلت: ثم ألنت له في القول؟ فقال: (أي عائشة،
إن شر الناس منزلة عند الله من تركه، أو ودعه الناس، اتقاء فحشه).
[ر:5685]
5781 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب: أخبرنا ابن علية: أخبرنا أيوب، عن عبد الله
بن أبي مليكة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أهديت له
أقبية من ديباج، مزررة بالذهب، فقسمها في ناس من أصحابه، وعزل منها واحداً لمخرمة،
فلما جاء قال: (خبأت هذا لك). قال أيوب بثوبه وأنه يريه إياه، وكان في خلقه شئ.
رواه حمَّاد بن زيد عن أيوب.
وقال حاتم بن وردان: حدثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن المسور: قدمت على النبي صلى
الله عليه وسلم أقبية.
[ر:2459]
[ش (قال أيوب بثوبه) أي أشار به، يحكي ما فعله صلى الله عليه وسلم].
-3-83 - باب: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
وقال معاوية: لا حكيم إلا ذو
تجربة.
[ش (وقال معاوية..) هو ابن أبي سفيان رضي الله عنهما، والمعنى: لا تحصل
الحكمة لدى الإنسان إلا بعد التجربة، لأنه يكون قد أدرك الأمور وعرف كيف يتصرف
فيها. وفي رواية: (لا حكيم إلا بتجربة). وفي أخرى: (لا حلم إلا بتجربة). وفي
رابعة: (لا حليم إلا ذو تجربة) والمعنى: أن
المرء لا يوصف بالحلم حتى يجرب الأمور].
5782 - حدثنا قتيبة: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن الزُهري، عن ابن المسيَّب، عن
أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين).
[ش أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، رقم:
2998.
(لا يلدغ..) اللدغ هو العض والإصابة من ذوات السموم، كالعقرب والحية،
والجحر الثقب والمعنى: أن المؤمن ينبغي أن يكون حذراً بحيث لا يخدع من جهة واحدة
مرتين].
-3-84 - باب: حق الضيف.
5783 - حدثنا إسحق بن منصور: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا حسين، عن يحيى بن أبي
كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو قال:
دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: (ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار). قلت: بلى، قال: (فلا تفعل، قم ونم،
وصم وأفطر، فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزورك عليك حقاً، وإن
لزوجك عليك حقاً، وإنك عسى أن يطول بك عمر، وإن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة
أيام، فإن بكل حسنة عشر أمثالها، فذلك الدهر كله). قال: فشددت فشدد علي، فقلت:
فإني أطيق غير ذلك، قال: (فصم من كل جمعة ثلاثة أيام). قال: فشددت فشدد علي، قلت:
أطيق غير ذلك، قال: (فصم صوم نبي الله داود). قلت: وما صوم نبي الله داود؟ قال:
(نصف الدهر).
[ر:1079]
[ش (يطول بك عمر) تعيش عمراً طويلاً، فتبقى ضعيف القوى كليل الحواس، فلا
تقدر على المداومة على العمل، وخير العمل ما دام وإن قل.
(من حسبك) كفايتك].
-3-85 -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق