-3-123 - باب: الحمد للعاطس.
5867 - حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان: حدثنا سليمان، عن أنس بن مالك رضي الله
عنه قال:
عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم،
فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقيل له، فقال: (هذا حمد الله، وهذا لم يحمد الله).
[5871]
[ش أخرجه مسلم في الزهد والرقائق، باب: تشميت العاطس وكراهة التثاؤب، رقم:
2991.
(رجلان) هما عامر بن الطفيل وابن أخيه رضي الله عنهما. (فشمت..) قال له:
يرحمك الله، وأصل معناه: أزال شماتة الأعداء عنه. (فقيل له) يا رسول الله، شمت هذا
ولم تشمت الآخر؟].
-3-124 - باب: تشميت العاطس إذا حمد الله.
فيه أبو هريرة. [ر:5869،
5870]
5868 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شُعبة، عن الأشعث بن سليم قال: سمعت معاوية بن
سويد بن مقرن، عن البراء رضي الله عنه قال:
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع،
ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإجابة
الداعي، ورد السلام، ونصر المظلوم، وإبرار المقسم، ونهانا عن سبع: عن خاتم الذهب،
أو قال: حلقة الذهب، وعن لبس الحرير، والديباج، والسندس، والمياثر.
[ر:1182]
-3-125 - باب: ما يستحب من العطاس وما يكره من التثاؤب.
5869 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا ابن أبي ذئب: حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه،
عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله
يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس فحمد الله، فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته،
وأما التثاؤب: فإنما هو من الشيطان، فليرده ما استطاع، فإذا قال: ها، ضحك منه
الشيطان).
[ر:3115]
[ش (العطاس) اندفاع الهواء من الأنف بعنف وصوت لعارض. (يشمته) انظر: 5867].
-3-126 - باب: إذا عطس كيف يشمت.
5870 - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة: أخبرنا عبد الله
ابن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا
عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له:
يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم).
[ش (بالكم) حالكم وشأنكم].
-3-127 - باب: لا يشمت العاطس إذا لم يحمد الله.
5871 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شُعبة: حدثنا سليمان التيمي قال: سمعت أنساً
رضي الله عنه يقول:
عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم،
فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الرجل: يا رسول الله، شمت هذا ولم تشمتني، قال:
(إن هذا حمد الله، ولم تحمد الله).
[ر:5867]
-3-128 - باب: إذا تثاوب فليضع يده على فيه.
5872 - حدثنا عاصم بن علي: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي
هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن
الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله، كان حقاً على كل مسلم
سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب: فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب
أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان).
[ر:3115]
[ش (تثاءب) وفي بعض النسخ: (تثاوب) وهما لغتان، وبالهمز والمد أشهر].
بسم الله الرحمن الرحيم.
-2- كتاب الاستئذان.
-3-1 - باب: بدء السلام.
5873 - حدثنا يحيى بن جعفر: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همَّام، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خلق
الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك، نفر
من الملائكة، جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام
عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة
على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن).
[ر:3148]
[ش (الاستئذان) طلب الإذن في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن. (نفر) في نسخة
(النفر) مجرور في الروايتين، ويجوز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي هم نفر.
أو: هم النفر. (جلوس) مرفوع خبر ثان للمبتدأ المحذوف].
-3-2 - باب:
قول الله تعالى: {يا أيها
الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير
لكم لعلكم تذكرون. فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم
ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم. ليس عليكم جناح أن تدخلوا
بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون} /النور: 27 - 29/.
وقال سعيد بن أبي الحسن
للحسن: إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن؟ قال: اصرف بصرك عنهن، يقول الله عز
وجل: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} /النور: 30/. قال قتادة: عما
لا يحل لهم.
{وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} /النور:31/.
{خائنة الأعين} /غافر: 19/. من النظر إلى ما نهي عنه.
وقال الزُهري: في النظر إلى
التي لم تحض من النساء: لا يصلح النظر إلى شيء منهن، ممن يشتهي النظر إليه، وإن
كانت صغيرة.
وكره عطاء النظر إلى الجواري
التي يبعن بمكة إلا أن يريد أن يشتري.
[ش (تستأنسوا) تنظروا من في الدار وتستأذنوا، من الاستئناس وهو طلب
الإيناس، والإيناس من الأنس وهو ضد الوحشة، وقيل: الاستئناس الاستئذان في لغة
اليمن. (حتى يؤذن لكم) حتى يوجد فيها من يأذن بدخولها. (ارجعوا) أي إن لم يؤذن لكم
بالدخول لعذر وغيره. (فارجعوا) من حيث أتيتم، ولا تلازموا البيوت ولا تقفوا على
أبوابها. (أزكى) أطهر لقلوبكم ونفوسكم، وأصلح لمجتمعكم وأحوالكم. (جناح) إثم وحرج.
(تدخلوا) بدون استئذان.
(غير مسكونة) غير متخذة للسكنى الخاصة، كالفنادق والمتاجر ونحوها.
(متاع) منفعة. (سعيد) أخو الحسن البصري. (نساء العجم) كالفرس والروم، غير
المسلمات. (يغضوا..) يخفضوا طرفهم، ولا ينظروا إلى النساء الأجنبيات، مسلمات أو
غير مسلمات، وذلك هو طريق حفظ الفروج وعدم الوقوع في الزنا. وكذلك الأمر بالنسبة
للنساء المسلمات، ونظرهن إلى الرجال غير المحارم لهن. (خائنة الأعين) النظرة
المسترقة إلى ما لا يحل، والرجل ينظر إلى المرأة الحسناء تمر به، أو يدخل بيتاً هي
فيه، فإذا فطن لها غض بصره. (لم تحض..) أي الصغيرة التي لم تبلغ سن الحيض.
(إليه) إلى شيء منهن، وفي رواية (إليهن). (الجواري) الإماء، أي النساء
المملوكات، وقد كن يطاف بهن مسفرات حول البيت ليشتهرن ويرغب الناس فيهن. [فتح]].
5874 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني سليمان بن يسار:
أخبرني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل
بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته، وكان الفضل رجلاً وضيئاً، فوقف النبي صلى
الله عليه وسلم للناس يفتيهم، وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فطفق الفضل ينظر إليها، وأعجبه حسنها، فالتفت النبي صلى الله عليه
وسلم والفضل ينظر إليها، فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل، فعدل وجهه عن النظر إليها،
فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله في الحج على عباده، أدركت أبي شيخاً كبيراً،
لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: (نعم).
[ر: 1442]
[ش (عجز) مؤخر. (وضيئاً) حسن الوجه، جميل الصورة. (فطفق) شرع وأخذ. (أعجبه
حسنها) لفت نظره جمالها. (فأخلف بيده) مد يده إلى خلفه.
(يقضي عنه) يجزي عنه].
5875 - حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا أبو عامر: حدثنا زهير، عن زيد بن أسلم، عن
عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم
والجلوس بالطرقات). فقالوا: يا رسول الله، مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال:
(فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه). قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟
قال: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر).
[ر:2333]
-3-3 - باب: السلام اسم من أسماء الله تعالى.
{وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} /النساء: 86/.
[ش (بأحسن منها) أي زيادة عما جاء فيها. (ردوها) أجيبوا بمثلها].
5876 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني شقيق، عن عبد الله
قال:
كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه
وسلم قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل،
السلام على فلان وفلان، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم، أقبل علينا بوجهه،
فقال: (إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله،
والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا
وعلى عباد الله الصالحين، فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض،
أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخير بعد من الكلام ما
شاء).
[ر:797]
-3-4 - باب: تسليم القليل على الكثير.
5877 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن همَّام
بن منبه، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يسلم
الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير).
[5878 - 5880]
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: يسلم الراكب على الماشي والقليل على الكثير،
رقم: 2160.
(يسلم) ليبدأ بالسلام].
-3-5 - يسلم الراكب على الماشي.
5878 - حدثنا محمد: أخبرنا مخلد: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني زياد: أنه سمع
ثابتاً مولى عبد الرحمن بن زيد: أنه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسلم
الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير).
[ر:5877]
-3-6 - باب: يسلم الماشي على القاعد.
5879 - حدثنا إسحق بن إبراهيم: أخبرنا روح بن عبادة: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني
زياد: أن ثابتاً أخبره، وهو مولى عبد الرحمن بن زيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال: (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير).
[ر:5877]
-3-7 - باب: يسلم الصغير على الكبير.
5880 - وقال إبراهيم، عن موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن
أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسلم
الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير).
[ر:5877]
-3-8 - باب: إفشاء السلام.
5881 - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية
بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع:
(بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم،
وإفشاء السلام، وإبرار المقسم. ونهى عن الشرب في الفضة، ونهى عن تختم الذهب، وعن
ركوب المياثر، وعن لبس الحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق).
[ر:1182]
-3-9 - باب: السلام للمعرفة وغير المعرفة.
5882 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني يزيد، عن أبي الخير، عن
عبد الله بن عمرو:
أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم:
أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام، على من عرفت، وعلى من لم تعرف).
[ر:12]
5883 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي،
عن أبي أيوب رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا
يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان: فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ
بالسلام). وذكر سفيان: أنه سمعه منه ثلاث مرات.
[ر:5727]
-3-10 - باب: آية الحجاب.
5884/5885 - حدثنا يحيى بن سليمان: حدثنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن
شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك:
أنه كان ابن عشر سنين، مقدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشراً حياته، وكنت
أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل، وقد كان أبي بن كعب يسألني عنه، وكان أول ما نزل
في مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب ابنة جحش، أصبح النبي صلى الله عليه
وسلم بها عروساً، فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا، وبقي منهم رهط عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأطالوا المكث، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج
وخرجت معه كي يخرجوا، فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشيت معه، حتى جاء عتبة
حجرة عائشة، ثم ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خرجوا، فرجع ورجعت معه حتى
دخل على زينب، فإذا هم جلوس لم يتفرقوا، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعت
معه، حتى بلغ عتبة حجرة عائشة، فظن أن قد خرجوا، فرجع ورجعت معه، فإذا هم قد
خرجوا، فأنزل آية الحجاب، فضرب
بيني وبينه ستراً.
(5885) - حدثنا أبو النعمان: حدثنا معتمر: قال أبي: حدثنا أبو مجلز، عن أنس رضي
الله عنه قال:
لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب،
دخل القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى
ذلك قام، فلما قام قام من قام من القوم وقعد بقية القوم، وإن النبي صلى الله عليه
وسلم جاء ليدخل، فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا فانطلقوا، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل فألقى الحجاب
بيني وبينه، وأنزل الله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي}. الآية.
قال أبو عبد الله: فيه من
الفقه: أنه لم يستأذنهم حين قام وخرج، وفيه: أنه تهيأ للقيام وهو يريد أن يقوموا.
[ر:4513].
5886 - حدثنا إسحق: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب
قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه
وسلم، قالت:
كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى
الله عليه وسلم: احجب نساءك، قالت: فلم يفعل، وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
يخرجن ليلاً إلى ليل قبل المناصع، فخرجت سودة بنت زمعة، وكانت امرأة طويلة، فرآها
عمر بن الخطاب وهو في المجلس، فقال: عرفناك يا سودة، حرصاً على أن ينزل الحجاب،
قالت: فأنزل الله عز وجل آية الحجاب.
[ر:146]
-3-11 - باب: الاستئذان من أجل البصر.
5887 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: قال الزُهري: حفظته كما أنك ها هنا،
عن سهل بن سعد قال:
اطلع رجل من جحر في حجر النبي صلى الله
عليه وسلم، ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدرى يحك به رأسه، فقال: (لو أعلم أنك
تنتظر، لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر).
[ر:5580]
[ش (تنتظر) وفي بعض النسخ: (تنظر) قال القاضي عياض: الصواب تنظر، ويحمل
الأول عليه].
5888 - حدثنا مسدَّد: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس بن
مالك:
أن رجلاً اطلع من بعض حجر النبي صلى الله
عليه وسلم، فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم بمشقص، أو: بمشاقص، فكأني أنظر
إليه يختل الرجل ليطعنه.
[6494 - 6504]
[ش أخرجه مسلم في الآداب، باب: تحريم النظر في بيت غيره، رقم: 2157.
(رجلاً) قيل هو الحكم بن أبي العاص. (اطلع) نظر. (حجر) جمع حجرة، وهي غرف
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. (بمشقص) نصل السهم إذا كان طويلاً غير عريض.
(يختل) يحاول أن يأتيه من حيث لا يشعر.
(ليطعنه) ليضربه].
-3-12 - باب: زنا الجوارح دون الفرج.
5889 - حدثني الحميدي: حدثنا سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال: لم أر شيئاً أشبه باللمم من قول أبي هريرة.
وحدثني محمود: أخبرنا عبد
الرزاق: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئاً أشبه
باللمم مما قال أبو هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله
كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان
المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه).
[6238]
[ش أخرجه مسلم في القدر، باب: قدر على ابن آدم حظه من الزنا وغيره، رقم:
2657.
(اللمم) ما يلم به الشخص من شهوات النفس، وهي الذنوب الصغيرة.
(حظه) نصيبه. (أدرك ذلك لا محالة) لا حيلة له ولا خلاص من الوقوع فيما كتب
عليه وقدر له. (النظر) إلى العورات والنساء الأجنبيات. (المنطق) النطق بالفحش وما
يتعلق بالفجور. (تتمنى) تسول لصاحبها وتحركه.
(الفرج) الذي هو آلة الزنا الحقيقي. (يصدق ذلك) بفعل ما تمنته النفس.
(يكذبه) بالترك والبعد عن الفواحش ومقدماتها].
-3-13 - باب: التسليم والاستئذان ثلاثاً.
5890 - حدثنا إسحق: أخبرنا عبد الصمد: حدثنا عبد الله بن المثنَّى: حدثنا ثمامة
بن عبد الله، عن أنس رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
سلم سلم ثلاثاً، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً.
[ر:94]
5891 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا يزيد بن خصيفة، عن بسر بن
سعيد، عن أبي سعيد الخدري قال:
كنت في مجلس من مجالس الأنصار، إذ جاء
أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثاً، فلم يؤذن لي فرجعت، فقال: ما
منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثاً فلم يؤذن لي فرجعت، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع). فقال: والله لتقيمن عليه بينة،
أمنكم أحد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبي بن كعب: والله لا يقوم معك
إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال ذلك.
وقال ابن المبارك: أخبرني
ابن عيينة: حدثني يزيد بن خصيفة، عن بسر: سمعت أبا سعيد: بهذا.
[ر:1956]
[ش أخرجه مسلم في الآداب، باب: الاستئذان، رقم: 2153].
-3-14 - باب: إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن.
قال سعيد، عن قتادة، عن أبي
رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هو إذنه).
[ش (هو إذنه) أي دعاؤه يعتبر إذناً له، فلا حاجة إلى تجديد الإذن، وهذا إذا
جاء مع الداعي، فإن جاء وحده لا بد من الإذن].
5892 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا عمر بن ذر. وحدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد
الله: أخبرنا عمر بن ذر: أخبرنا مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوجد لبناً في قدح، فقال: (أبا هر، الحق أهل الصفة فادعهم إلي). قال: فأتيتهم
فدعوتهم، فأقبلوا فاستأذنوا، فأذن لهم فدخلوا.
[6087]
[ش (أبا هر) ترخيم أبا هريرة، والترخيم حذف أواخر الكلمة تخفيفاً.
(الحق) اذهب إليهم وأدركهم في مكانهم. (أهل الصفة) فقراء الصحابة الذين لا
أهل لهم ولا مأوى ولا ولد، كانوا ينزلون في سقيفة في ناحية من مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم].
-3-15 - باب: التسليم على الصبيان.
5893 - حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شُعبة، عن سيار، عن ثابت البناني، عن أنس بن
مالك رضي الله عنه:
أنه مر على صبيان فسلم عليهم، وقال: كان
النبي صلى الله عليه وسلم يفعله.
[ش أخرجه مسلم في السلام، باب: استحباب السلام على الصبيان، رقم: 2168].
-3-16 - باب: تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال.
5894 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال:
كنا نفرح يوم الجمعة، قلت: ولم؟ قال:
كانت لنا عجوز، ترسل إلى بضاعة - قال ابن مسلمة: نخل بالمدينة - فتأخذ من أصول
السلق، فتطرحه في قدر، وتكركر حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة انصرفنا، ونسلم
عليها فتقدمه إلينا، فنفرح من أجله، وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة.
[ر:896]
[ش (بضاعة) بئر في بستان نخل في المدينة. (تكركر) تطحن، من الكركرة وهي
الصوت. والطحن بالرحى يخرج صوتاً فسمي كركرة].
5895 - حدثنا ابن قاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن أبي سلمة
بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا
عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام). قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما
لا نرى، تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تابعه شعيب. وقال يونس والنعمان،
عن الزُهري: وبركاته.
[ر:3045]
-3-17 - باب: إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا.
5896 - حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك: حدثنا شُعبة، عن محمد بن المنكدر
قال: سمعت جابراً رضي الله عنه يقول:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين
كان على أبي، فدققت الباب، فقال: (من ذا). فقلت: أنا، فقال: (أنا أنا). كأنه كرهها.
[ش أخرجه مسلم في الآداب، باب: كراهة قول المستأذن أنا إذا قيل من هذا،
رقم: 2155.
(كأنه كرهها) أي أظهر بقوله كرهه لهذه اللفظة: (أنا) لأنها لا تعرف
بالمستأذن].
-3-18 - باب: من رد فقال: عليك السلام.
وقالت عائشة: وعليه السلام
ورحمة الله وبركاته.
[ر:5895]
وقال النبي صلى الله عليه
وسلم: (رد الملائكة على آدم: السلام عليك ورحمة الله).
[ر:5873]
5897 - حدثنا إسحق بن منصور: أخبرنا عبد الله بن نمير: حدثنا عبيد الله، عن سعيد
بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رجلاً دخل المسجد، ورسول الله صلى
الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد، فصلى ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل). فرجع فصلى ثم جاء
فسلم، فقال: (وعليك السلام، فارجع فصل، فإنك لم تصل). فقال في الثانية، أو في التي
بعدها: علمني يا رسول الله، فقال: (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل
القبلة فكبر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع
حتى تستوي قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى
تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها). وقال أبو
أسامة في الأخير: (حتى تستوي قائماً). حدثنا ابن بشار قال: حدثني يحيى، عن عبيد
الله: حدثني سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (ثم ارفع حتى تطمئن جالساً).
[ر:724]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق