السبت، 25 فبراير 2012

(إذا أحب الله العبد نادى


3-33 - باب: كل معروف صدقة.
5675 - حدثنا علي بن عياش: حدثنا أبو غسان قال: حدثني محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما،
 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل معروف صدقة).
[ش (معروف) اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى والتقرب إليه، وكل ما ندب إليه الشرع من وجوه الإحسان، وترك ما نهى عنه من القبائح.
(صدقة) له أجر صدقة].
5676 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن جده قال:
 قال النبي صلى الله عليه وسلم: (على كل مسلم صدقة). قالوا: فإن لم يجد؟ قال: (فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق). قالوا: فإن لم يستطع أو لم يفعل؟ قال: (فيعين ذا الحاجة الملهوف). قالوا: فإن لم يفعل؟ قال: (فليأمر بالخير، أو قال: بالمعروف). قال: فإن لم يفعل؟ قال: (فليمسك عن الشر فإنه له صدقة).
[ر:1376]
[ش أخرجه مسلم في الزكاة، باب: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، رقم: 1008.
(ذا الحاجة) صاحب الحاجة. (الملهوف) المظلوم المستغيث، والمكروب المستعين].
-3-34 - باب: طيب الكلام.
وقال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الكلمة الطيبة صدقة).
[ر:2827]
5677 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شُعبة قال: أخبرني عمرو، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم قال:
 ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النار، فتعوذ منها وأشاح بوجهه، ثم ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه، قال شُعبة: أما مرتين فلا أشك، ثم قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة).
[ر:1347]
[ش (أشاح) أعرض ونحى. (أما مرتين فلا أشك) أي فعل هذا مرتين بلا ريب، وأشك بفعله الثالثة].
-3-35 - باب: الرفق في الأمر كله.
5678 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
 دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليكم، قالت عائشة: ففهمتها فقلت: وعليكم السام واللعنة، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مهلاً يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله). فقلت: يا رسول الله، أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد قلت: وعليكم).
[ر:2777]
[ش (مهلاً) أي تأني واتئدي. (الرفق) لين الجانب والأخذ بالأسهل].
5679 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك:
 أن أعرابياً بال في المسجد، فقاموا إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزرموه). ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه.
[ر:216]
[ش أخرجه مسلم في الطهارة، باب: وجوب غسل البول وغيره من النجاسات..، رقم: 284.
(لا تزرموه) لا تقطعوا عليه بوله].
-3-36 - باب: تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً.
5680 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن أبي بردة بريد بن أبي بردة قال: أخبرني جدي أبو بردة، عن أبيه أبي موسى،
 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضاً). ثم شبك بين أصابعه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً، إذ جاء رجل يسأل، أو طالب حاجة، أقبل علينا بوجهه فقال: (اشفعوا فلتأجروا، وليقض الله على لسان نبيه ما شاء).
[ر:467]
[ش (اشفعوا) توسطوا في قضاء حاجة السائل. (وليقض الله..) أي شفاعتكم لا تغير قضاء الله تعالى، ولكنها تكون سبباً لنيلكم الأجر].
-3-37 - باب: قول الله تعالى: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتاً} /النساء:85/.
كفل: نصيب. قال أبو موسى: {كفلين} /الحديد: 28/: أجرين، بالحبشية.
[ش (أبو موسى) الأشعري، عبد الله بن قيس، رضي الله عنه.
(بالحبشية) لغة الحبشة].
5681 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى،
 عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا أتاه السائل أو صاحب الحاجة قال: (اشفعوا فلتأجروا، وليقض الله على لسان رسوله ما شاء).
[ر:467]
-3-38 - باب: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً.
5682 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شُعبة، عن سليمان: سمعت أبا وائل: سمعت مسروقاً قال: قال عبد الله بن عمرو (ح). وحدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن مسروق قال:
 دخلنا على عبد الله بن عمرو حين قدم مع معاوية إلى الكوفة، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أخيركم أحسنكم خلقاً).
[ر:3366]
5683 - حدثنا محمد بن سلام: أخبرنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها:
 أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم، فقالت عائشة: عليكم، ولعنكم الله، وغضب الله عليكم. قال: (مهلاً يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش). قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: (أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في).
[ر:2777]
[ش (وإياك والعنف) أي احذريه وابتعدي عنه، والعنف: الشدة والقسوة.
(الفحش) التكلم بالقبيح].
5684 - حدثنا أصبغ قال: أخبرني ابن وهب: أخبرنا أبو يحيى، هو فليح بن سليمان، عن هلال بن أسامة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
 لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سباباً، ولا فحاشاً، ولا لعاناً، كان يقول لأحدنا عند المعتبة: (ما له ترب جبينه).
[5699]
[ش (سباباً) يسب ويشتم الآخرين. (لعاناً) يلعن الناس أو غيرهم. (المعتبة) العتاب واللوم. (ما له) ما شأنه وما الذي أصابه. (ترب جبينه) أصابه التراب ولصق به، وهي كلمة تقولها العرب ولا تقصد معناها. وقيل: معناها الدعاء له بالطاعة والصلاة].
5685 - حدثنا عمرو بن عيسى: حدثنا محمد بن سواء: حدثنا روح بن القاسم، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة:
 أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: (بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة). فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، متى عهدتني فحاشاً، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره).
[5707، 5780]
[ش أخرجه مسلم في البر والآداب والصلة، باب: مداراة من يتقى فحشه، رقم: 2591.
(رجلاً) هو عيينة بن حصن الفزاري. (أخو العشيرة) أحد أفراد القبيلة.
(تطلق) انشرح. (انبسط) ظهر عليه السرور. (عهدتني) علمتني. (اتقاء شره) دفعاً لشره].
-3-39 - باب: حسن الخلق والسخاء، وما يكره من البخل.
وقال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان.
[ر:6]
وقال أبو ذر، لما بلغه مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاسمع من قوله، فرجع فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق.
[ر:3648]
[ش (بمكارم الأخلاق) الفضائل والمحاسن، لا الرذائل والقبائح].
5686 - حدثنا عمرو بن عون: حدثنا حمَّاد، هو ابن زيد، عن ثابت، عن أنس قال:
 كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت، وهو يقول: (لم تراعوا لم تراعوا). وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج، في عنقه سيف، فقال: (لقد وجدته بحراً. أو: إنه لبحر).
[ر:2484]
5687 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن ابن المنكدر قال: سمعت جابراً رضي الله عنه يقول:
 ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شئ قط فقال: لا.
[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال لا..، رقم: 2311.
(ما سئل..) ما طلب منه شيء من أمر الدنيا ومتاعها. (قط) في أي زمن مضى. (فقال لا) أي لا ينطق بالرد، قال في الفتح: وليس المراد أنه يعطي ما يطلب منه جزماً، بل المراد أنه لا ينطق بالرد، بل إن كان عنده أعطاه، إن كان الإعطاء سائغاً، وإلا سكت. [سائغاً: مشروعاً ومقبولاً]].
5688 - حدثنا عمرو بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني شقيق، عن مسروق قال:
 كنا جلوساً مع عبد الله بن عمرو يحدثنا، إذ قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وإنه كان يقول: (إن خياركم أحاسنكم أخلاقاً).
[ر:3366]
5689 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال:
 جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة، فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي شملة، فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها، فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه، فاكسنيها، فقال: (نعم). فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجاً إليها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم، لعلي أكفن فيها.
[ر:1218]
5690 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال:
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، ويكثر الهرج). قالوا: وما الهرج؟ قال: (القتل القتل).
[6652، وانظر: 989، 3413]
[ش (يتقارب الزمان) يقرب قيام الساعة، أو المراد: أن الأزمنة تقصر عما هو معتاد عند قرب قيام الساعة، أو المراد: نقص الأعمار أيضاً عن المعتاد.
(ينقص العمل) الصالح، وفي رواية (العلم). (الشح) البخل الشديد].
5691 - حدثنا موسى بن إسماعيل: سمع سلام بن مسكين قال: سمعت ثابتاً يقول: حدثنا أنس رضي الله عنه قال:
 خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت.
[ر:2616]
[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، رقم: 2309.
(أف) صوت يخرج من الإنسان إذا كان متضجراً. (ألا صنعت) هلا صنعت].
-3-40 - باب: كيف يكون الرجل في أهله.
5692 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شُعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود قال: سألت عائشة:
 ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله؟ قالت: كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة.
[ر:644]
-3-41 - باب: المقة من الله تعالى.
[ش (المقة..) المحبة، أي ابتداؤها من الله عز وجل].
5693 - حدثنا عمرو بن علي: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، عن أبي هريرة،
 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض).
[ر:3037]
[ش (يوضع له القبول) محبة العباد له وميلهم إليه ورضاهم عنه].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق