السبت، 25 فبراير 2012

ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف.


-3-85 - باب: إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه.
وقوله: {ضيف إبراهيم المكرمين} /الذاريات: 24/.
قال أبو عبد الله: يقال: هو زور، وهؤلاء زور وضيف، ومعناه أضيافه وزواره، لأنها مصدر، مثل: قوم رضاً وعدل.
يقال: ماء غور، وبئر غور، وماءان غور، ومياه غور. ويقال: الغور الغائر لا تناله الدلاء، كل شيء غرت فيه فهو مغارة.
{تزاور} /الكهف: 17/: تميل، من الزور، والأزور الأميل.
[ش (مثل القوم..) أي في إطلاقه على الواحد والجمع. (قوم رضاً وعدل) أي مرضيون وعدول. (الغائر) هو الذي ذهب إلى أسفل أرضه. (غرت فيه) ذهبت فيه].
5784 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي:
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له، أن يثوي عنده حتى يحرجه).
حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك: مثله، وزاد: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
[ر:5673]
[ش (يثوي) يقيم. (يحرجه) يضيق عليه، حساً ومعنى].
5785 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا ابن مهدي: حدثنا سفيان، عن أبي حصين، ؟ عن أبي صالح، عن أبي هريرة،
 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
[ر:3153]
5786 - حدثنا قتيبة: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال:
 قلنا: يا رسول الله، إنك تبعثنا، فننزل بقوم فلا يقروننا، فما ترى؟ فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا، فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم).
[ر:2329]
5787 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
[ر: 3153]
[ش (فليصل رحمه) فلحيسن إلى أقاربه وليبر بهم].
-3-86 - باب: صنع الطعام والتكلف للضيف.
5788 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا جعفر بن عون: حدثنا أبو العميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال:
 آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعاماً، فقال: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، فقال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم، فلما كان آخر الليل، قال سلمان: قم الآن، قال: فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (صدق سلمان). أبو جحيفة وهب السوائي، يقال: وهب الخير.
[ر:1867]
-3-87 - باب: ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف.
5789 - حدثنا عياش بن الوليد: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا سعيد الجريري، عن أبي عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما:
 أن أبا بكر تضيف رهطاً، فقال لعبد الرحمن: دونك أضيافك، فإني منطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأفرغ من قراهم قبل أن أجيء، فانطلق عبد الرحمن فأتاهم بما عنده، فقال: اطعموا، فقالوا: أين رب منزلنا، قال: اطعموا، قالوا: ما نحن بآكلين حتى يجيء رب منزلنا، قال: اقبلوا عنا قراكم، فإنه إن جاء ولم تطعموا لنلقين منه، فأبوا، فعرفت أنه يجد علي، فلما جاء تنحيت عنه، فقال: ما صنعتم، فأخبروه، فقال: يا عبد الرحمن، فسكت، ثم قال: يا عبد الرحمن، فسكت، فقال: يا غنثر، أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت، فخرجت، فقلت: سل أضيافك، فقالوا: صدق، أتانا به، قال: فإنما انتظرتموني، والله لا أطعمه الليلة، فقال الآخرون: والله لا نطعمه حتى تطعمه، قال: لم أر في الشر كالليلة، ويلكم، ما أنتم؟ لم لا تقبلون عنا قراكم؟ هات طعامك، فجاءه به، فوضع يده فقال: باسم الله، الأولى للشيطان، فأكل وأكلوا.
[ر:577]
[ش (رهطاً) ما دون العشرة من الرجال. (دونك) خذهم والزمهم. (قراهم) ضيافتهم. (يجد) يغضب. (يا غنثر) كلمة شتم، أي: يا جاهل، أو أحمق، أو ثقيل، أو سفيه، أو لئيم. (الأولى للشيطان) الكلمة الأولى التي تكلم بها وأقسم أن لا يأكل].
-3-88 - باب: قول الضيف لصاحبه: لا آكل حتى تأكل.
فيه حديث أبي جحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر:5788]
5790 - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا ابن أبي عدي، عن سليمان، عن أبي عثمان: قال عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما:
 جاء أبو بكر بضيف له أو بأضياف له، فأمسى عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء، قالت أمي: احتبست عن ضيفك - أو أضيافك - الليلة، قال: ما عشيتهم؟ فقالت: عرضنا عليه - أو: عليهم فأبوا: أو - فأبى، فغضب أبو بكر، فسب وجدع، وحلف لا يطعمه، فاختبأت أنا، فقال: يا غنثر، فحلفت المرأة لا نطعمه حتى يطعمه، فحلف الضيف أو الأضياف أن لا يطعمه أو يطعموه حتى يطعمه، فقال أبو بكر: كأن هذه من الشيطان، فدعا بالطعام، فأكل وأكلوا، فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها، فقال: يا أخت بني فراس، ما هذا؟ فقالت: وقرة عيني، إنها الآن لأكثر قبل أن نأكل، فأكلوا، وبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه أكل منها.
[ر:577]
[ش (احتبست) تأخرت].
-3-89 - باب: إكرام الكبير، ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال.
5791 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد، هو ابن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، مولى الأنصار، عن رافع بن خديج، وسهل بن أبي حثمة أنهما حدثاه:
 أن عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود أتيا خيبر، فتفرقا في النخل، فقتل عبد الله بن سهل، فجاء عبد الرحمن بن سهل وحويصة ومحيصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فتكلموا في أمر صاحبهم، فبدأ عبد الرحمن، وكان أصغر القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كبر الكبر). قال يحيى: يعني: ليلي الكلام الأكبر. فتكلموا في أمر صاحبهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أتستحقون قتيلكم، أو قال: صاحبكم، بأيمان خمسين منكم). قالوا: يا رسول الله، أمر لم نره. قال: (فتبرئكم يهود في أيمان خمسين منهم). قالوا: يا رسول الله، قوم كفار. فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبله.
قال سهل: فأدركت ناقة من تلك الإبل، فدخلت مربداً لهم فركضتني برجلها.
قال الليث: حدثني يحيى، عن بشير، عن سهل: قال يحيى: حسبت أنه قال: مع رافع بن خديج.
وقال ابن عيينة: حدثنا يحيى، عن بشير، عن سهل وحده.
[ر: 2555]
[ش أخرجه مسلم في القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب: القسامة، رقم: 1669.
(فوداهم) أعطاهم ديته. (من قبله) من عنده. (فأدركت) حصلت وشاهدت. (مربداً) هو الموضع الذي يجتمع فيه الإبل. (فركضتني) رفستني، أي ضربتني بيدها أو رجلها].
5792 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله: حدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ولا تحت ورقها). فوقع في نفسي أنها النخلة، فكرهت أن أتكلم، وثم أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هي النخلة). فلما خرجت مع أبي قلت: يا أبتاه، وقع في نفسي أنها النخلة، قال: ما منعك أن تقولها، لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا، قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت.
[ر:61]
-3-90 - باب: ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه.
Please Note that AFTER a chapter level (such as -1-You must ALWAYS have one of the following:
وقوله: {والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} /الشعراء: 224 - 227/.
قال ابن عباس: في كل لغو يخوضون.
[ش (ما يجوز..) أي ما يجوز أن ينشد من الشعر وغيره، والشعر هو الكلام الموزون؛ والرجز: نوع من الشعر متقارب الأجزاء قليل الحروف. والحداء: الغناء للإبل أثناء سوقها، وغالبا ما يكون بالرجز. (الغاوون) السفهاء أهل الغواية، وهي الضلال والفساد. (كل واد) كل نوع من الكلام. (يهيمون) يتكلمون حائرين تائهين، دون أن يكون لهم قصد واضح، والهائم: الذاهب على وجهه لا مقصد له. (وانتصروا) بقولهم الشعر وهجائهم أعداءهم من أهل الكفر والضلال. (ظلموا) بهجاء الأعداء لهم. (ظلموا) بشركهم وهجائهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين. (منقلب..) مرجع يرجعون إليه بعد الموت. (لغو) هو كل باطل من القول أو الفعل. (يخوضون) يتكلمون].
5793 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن: أن مروان بن الحكم أخبره: أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره: أن أبي بن كعب أخبره:
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من الشعر حكمة).
[ش (حكمة) كلاماً نافعاً يمنع من السفه، والحكمة هي القول الصادق المطابق للواقع].
5794 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس، سمعت جندباً يقول:
 بينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشي إذ أصابه حجر، فعثر، فدميت إصبعه، فقال: (هل أنت إلا إصبع دميت. وفي سبيل الله ما لقيت).
[ر:2648]
[ش (فعثر) سقط].
5795 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا ابن مهدي: حدثنا سفيان، عن عبد الملك: حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
 قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل، وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم).
[ر:3628]
[ش أخرجه مسلم في أوائل كتاب الشعر، رقم: 2256].
5796 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع قال:
 خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فسرنا ليلاً، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ قال: وكان عامر رجلاً شاعراً، فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا - ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا - وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا - إنا إذا صيح بنا أتينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من هذا السائق). قالوا: عامر بن الأكوع، فقال: (يرحمه الله). فقال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لو أمتعتنا به، قال: فأتينا خيبر فحاصرناهم، حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله فتحها عليهم، فلما أمسى الناس اليوم الذي فتحت عليهم، أوقدوا نيرانا كثيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما هذه النيران، على أي شيء توقدون). قالوا: على لحم، قال: (على أي لحم). قالوا: على لحم حمر أنسية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أهرقوها واكسروها). فقال رجل: يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها؟ قال: (أو ذاك). فلما تصاف القوم، كان سيف عامر فيه قصر، فتناول به يهودياً ليضربه، ويرجع ذباب سيفه، فأصاب ركبة عامر فمات منه، فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم شاحباً، فقال لي: (ما لك). فقلت: فدى لك أبي وأمي، زعموا أن عامراً حبط عمله، قال: (من قاله). قلت: قاله فلان وفلان وفلان وأسيد بن الحضير الأنصاري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذب من قاله، إن له لأجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد مجاهد، قل عربي نشأ بها مثله).
[ر:2345]
[ش (اقتفينا) اتبعنا أمره، أي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أمر القرآن الكريم المنزل عليه. (نشأ بها) بهذه الخصلة].
5797 - حدثنا مسدَّد: حدثنا إسماعيل: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
 أتى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه ومعهن أم سليم، فقال: (ويحك يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير). قال أبو قلابة: فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة، لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه، قوله: (سوقك بالقوارير).
[5809، 5849، 5856، 5857].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق