السبت، 25 فبراير 2012

إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


 أن رجلاً سأل ابن عمر: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال: (يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيقرره ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم).
[ر:2309]
وقال أبو جحيفة: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء.
[ر:1867]
وقال عبد الرحمن بن عوف: لما قدمنا المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع.
[ر:1943]
5732 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن حميد، عن أنس، قال:
 لما قدم علينا عبد الرحمن، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أولم ولو بشاة).
[ر:1944]
5733 - حدثنا محمد بن صباح: حدثنا إسماعيل بن زكرياء: حدثنا عاصم قال: قلت لأنس بن مالك:
 أبلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا حلف في الإسلام). فقال: قد حالف النبي صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار في داري.
[ر:2172]
-3-68 - باب: التبسم والضحك.
وقالت فاطمة عليها السلام: أسر إلي النبي صلى الله عليه وسلم فضحكت.
[ر:3426]
وقال ابن عباس: إن الله هو أضحك وأبكى.
[ر:1226]
5734 - حدثنا حبان بن موسى: أخبرنا عبد الله: أحبرنا معمر، عن الزُهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
 أن رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها، فتزوجها بعده عبد الرحمن بن الزبير، فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إنها كانت عند رفاعة فطلقها آخر ثلاث تطليقات، فتزوجها بعده عبد الرحمن بن الزبير، وإنه والله ما معه يا رسول الله إلا مثل هذه الهدبة، لهدبة أخذتها من جلبابها، قال: وأبو بكر جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم، وابن سعيد بن العاص جالس بباب الحجرة ليؤذن له، فطفق خالد ينادي أبا بكر: يا أبا بكر، ألا تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبسم، ثم قال: (لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك).
[ر:2496]
5735 - حدثنا إسماعيل: حدثنا إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن محمد بن سعد، عن أبيه قال:
 استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل والنبي صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟ فقال: (عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، لما سمعن صوتك تبادرن الحجاب). فقال: أنت أحق أن يهبن يا رسول الله، ثم أقبل عليهن فقال: يا عدوات أنفسهن، أتهبنني ولم تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلن: إنك أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إيه يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك).
[ر:3120]
[ش (فقلن: إنك أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهو يقتضي الشركة في أصل الفعل، ويعارضه قوله تعالى: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} /آل عمران: 159/: فإنه يقتضي أنه لم يكن فظاً ولا غليظاً، والجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يواجه أحداً بما يكره، إلا في حق من حقوق الله، وكان عمر رضي الله عنه يبالغ في الزجر عن المكروهات مطلقاً وطلب المندوبات، فلهذا قال له النسوة ذلك].
5736 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمر قال:
 لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف قال: (إنا قافلون غداً إن شاء الله). فقال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نبرح أو نفتحها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فاغدوا على القتال). قال: فغدوا فقاتلوهم قتالاً شديداً، وكثر فيهم الجراحات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنا قافلون غداً إن شاء الله). قال: فسكتوا، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الحُمَيدي: حدثنا سفيان: بالخبر كله.
[ر:4070]
[ش (لا نبرح أو نفتحها) لا نفارق مكاننا حتى نفتحها].
5737 - حدثنا موسى: حدثنا إبراهيم: حدثنا ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:
 أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت، وقعت على أهلي في رمضان، قال: (أعتق رقبة). قال: ليس لي، قال: (فصم شهرين متتابعين). قال: لا أستطيع، قال: (فأطعم ستين مسكيناً). قال: لا أجد، فأتي بعرق فيه تمر - قال إبراهيم: العرق المكتل - فقال: (أين السائل، تصدق بها). قال: على أفقر مني، والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، قال: (فأنتم إذاً).
[ر:1834]
[ش (بدت) ظهرت. (نواجذه) أواخر أسنانه، وهذا دليل شدة الضحك].
5738 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثنا مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:
 كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة، قال أنس: فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت فيها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء.
[ر:2980]
5739 - حدثنا ابن نمير: حدثنا ابن إدريس، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير قال:
 ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري وقال: (اللهم ثبته، واجعله هادياً مهدياً).
[ر:2857]
5740 - حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا يحيى، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة: أن أم سليم قالت:
 يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ قال: (نعم، إذا رأت الماء). فضحكت أم سلمة، فقالت: أتحتلم المرأة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فبم شبه الولد).
[ر:130]
5741 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب: أخبرنا عمرو: أن أبا النضر حدثه، عن سليمان بن يسار، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
 ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكاً حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم.
[ر: 4551]
5742 - حدثنا محمد بن محبوب: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس. وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه:
 أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يخطب بالمدينة، فقال: قحط المطر، فاستسق ربك. فنظر إلى السماء وما نرى من سحاب، فاستسقى، فنشأ السحاب بعضه إلى بعض، ثم مطروا حتى سالت مثاعب المدينة، فما زالت إلى الجمعة المقبلة ما تقلع، ثم قام ذلك الرجل أو غيره، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: غرقنا، فادع ربك يحبسها عنا، فضحك ثم قال: (اللهم حوالينا ولا علينا). مرتين أو ثلاثاً، فجعل السحاب يتصدع عن المدينة يميناً وشمالاً، يمطر ما حوالينا ولا يمطر منها شيء، يريهم الله كرامة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجابة دعوته.
[ر:890]
[ش (مثاعب) جمع مثعب، وهو مجرى الماء، والميزاب. (ما تقلع) لا تمسك عن المطر، ولا ينكشف السحاب، ولا تنجلي السماء].
-3-69 - باب: قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} /التوبة: 119/. وما ينهى عن الكذب.
[ش (مع الصادقين) في زمرة الذين يصدقون في إيمانهم وقولهم وفعلهم ويوفون بما عاهدوا عليه].
5743 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه،
 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب، حتى يكتب عند الله كذاباً).
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: قبح الكذب وحسن الصدق..، رقم: 2607.
(يهدي) يوصل. (البر) اسم جامع لكل خير، أي العمل الصالح الخالص من كل ذم. (ليصدق) يعتاد الصدق في كل أمر. (صديقاً) يصبح الصدق صفة ذاتية له، فيدخل في زمرة الصديقين ويستحق ثوابهم. (الفجور) اسم جامع لكل شر، أي الميل إلى الفساد والانطلاق إلى المعاصي. (يكتب) يحكم له.
(كذاباً) صيغة مبالغة من الكذب، وهو من يصبح الكذب صفة ملازمة له].
5744 - حدثنا ابن سلام: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه، عن أبي هريرة:
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان).
[ر:33]
5745 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جرير: حدثنا أبو رجاء، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:
 قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رأيت رجلين أتياني، قالا: الذي رأيته يشق شدقه فكذاب، يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة).
[ر:809]
-3-70 - باب: في الهدي الصالح.
5746 - حدثني إسحق بن إبراهيم قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم الأعمش: سمعت شقيقاً قال: سمعت حذيفة يقول:
 إن أشبه الناس دلاً وسمتاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم لابن أم عبد، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه، لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا.
[ر:3551]
5747 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شُعبة، عن مخارق: سمعت طارقاً قال: قال عبد الله:
 إن أحسن الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
[6849]
[ش (أحسن الحديث) خير الكلام وأفضله وأنفعه. (أحسن الهدي) السيرة والطريقة والمنهج].
-3-71 - باب: الصبر على الأذى.
وقول الله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} /الزمر:10/.
[ش (يوفى) يعطى كاملاً موفراً. (الصابرون) على المصائب، وعلى طاعة الله تعالى، وعن معصيته. (أجرهم) جزاء صبرهم وحسن عملهم].
5748 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان قال: حدثني الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى رضي الله عنه،
 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس أحد، أو: ليس شيء أصبر على أذى سمعه من الله، إنهم ليدعون له ولداً، وإنه ليعافيهم ويرزقهم). [6943]
[ش أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم، باب: لا أحد أصبر على أذى من الله عز وجل، رقم: 2804.
(أصبر) أحلم وأبعد عن الانتقام، وأكثر تأخيراً عن العقوبة. (أذى) شيء يكرهه من قول أو فعل. (ليدعون) ينسبون. (ليعافيهم) في أبدانهم].
5749 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: سمعت شقيقاً يقول: قال عبد الله:
 قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة كبعض ما كان يقسم، فقال رجل من الأنصار: والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله، قلت: أما لأقولن للنبي صلى الله عليه وسلم، فأتيته وهو في أصحابه فساررته، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وتغير وجهه وغضب، حتى وددت أني لم أكن أخبرته، ثم قال: (قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر).
[ر:2981]
-3-72 - باب: من لم يواجه الناس بالعتاب.
5750 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا مسلم، عن مسروق: قالت عائشة:
 صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فخطب فحمد الله ثم قال: (ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية). [6871]
[ش أخرجه مسلم في الفضائل، باب: علمه صلى الله عليه وسلم بالله تعالى وشدة خشيته، رقم: 2356.
(فرخص فيه) أذن يفعله تسهيلاً على الناس. (فتنزه..) احترزوا عنه وامتنعوا من فعله. (ما بال) ما شأن. (خشية) خوفاً من عقابه].
5751 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا شُعبة، عن قتادة: سمعت عبد الله، هو ابن أبي عتبة مولى أنس، عن أبي سعيد الخدري قال:
 كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه.
[ر:3369]
[ش (عرفناه في وجهه) أي ظهر أثر ذلك على وجهه].
-3-73 - باب: من أكفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال.
[ش (تأويل) أي شبهة يحتج بها لتكفيره].
5752 - حدثنا محمد وأحمد بن سعيد قالا: حدثنا عثمان بن عمر: أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء به أحدهما).
وقال عكرمة بن عمار، عن يحيى، عن عبد الله بن يزيد: سمع أبا سلمة: سمع أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ش (باء به أحدهما) أي إن كان من رماه بالكفر أهلاً له فالأمر كذلك، وإلا رجع وزر ذلك عليه].
5753 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما).
[ش أخرجه مسلم في الإيمان، باب: حال إيمان من قال لأخيه المسلم يا كافر، رقم: 60].
5754 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك،
 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف بملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم، ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله).
[ر:1297]
-3-74 - باب: من لم ير إكفار من قال ذلك متأولاً أو جاهلاً.
وقال عمر لحاطب بن أبي بلتعة: إنه نافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما يدريك، لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال: قد غفرت لكم).
[ر:4608]
5755 - حدثنا محمد بن عبادة: أخبرنا يزيد: أخبرنا سليم: حدثنا عمرو بن دينار: حدثنا جابر بن عبد الله:
 أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، قال: فتجوز رجل فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذاً فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا، وإن معاذاً صلى بنا البارحة، فقرأ البقرة، فتجوزت، فزعم أني منافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معاذ، أفتان أنت - ثلاثاً - اقرأ: {والشمس وضحاها}. و{سبح اسم ربك الأعلى}. ونحوها).
[ر:668]
[ش (فتجوز) خفف، وقيل: انحاز وصلى وحده. (بنواضحنا) جمع ناضح، وهو البعير الذي يستقى عليه. (ونحوها) في بعض النسخ: (ونحوهما)].
5756 - حدثني أسحق: أخبرنا أبو المغيرة: حدثنا الأوزاعي: حدثنا الزُهري، عن حميد، عن أبي هريرة قال:
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف منكم، فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق).
[ر:4579]
5757 - حدثنا قتيبة: حدثنا ليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
 أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وهو يحلف بأبيه، فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا، إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله، وإلا فليصمت).
[ر:2533]
[ش أخرجه مسلم في الأيمان، باب: النهي عن الحلف بغير الله تعالى، رقم: 1646].
-3-75 - باب: ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله.
وقال الله: {جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} /التوبة: 73/.
[ش (جاهد) بالسيف والحجة وإقامة الحدود. (واغلظ) شدد عليهم فيما تجاهدهم به واستعمل الغلظة والخشونة].
5758 - حدثنا يسرة بن صفوان: حدثنا إبراهيم، عن الزُهري، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
 دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صور، فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه، وقالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور).
[ر:2347]
5759 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن إسماعيل بن أبي خالد: حدثنا قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود رضي الله عنه قال:
 أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأتأخر عن صلاة الغداة، من أجل فلان مما يطيل بنا، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط أشد غضباً في موعظة منه يومئذ، قال: فقال: (يا أيها الناس، إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فإن فيهم المريض والكبير وذا الحاجة).
[ر:90]
5760 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جويرية، عن نافع، عن عبد الله رضي الله عنه قال:
 بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، رأى في قبلة المسجد نخامة، فحكها بيده، فتغيظ، ثم قال: (إن أحدكم إذا كان في الصلاة، فإن الله حيال وجهه، فلا يتنخمن حيال وجهه في الصلاة).
[ر:398]
[ش (حيال وجهه) مقابل وجهه].
5761 - حدثنا محمد: حدثنا إسماعيل بن جعفر: أخبرنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني:
 أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة، فقال: (عرفها سنة، ثم اعرف وكاءها وعفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه). قال: يا رسول الله، فضالة الغنم؟ قال: (خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب). قال: يا رسول الله، فضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه، أو احمر وجهه، ثم قال: (ما لك ولها، معها حذاؤها وسقاؤها، حتى يلقاها ربها).
[ر:91].
5762 - وقال المكي: حدثنا عبد الله بن سعيد. وحدثني محمد بن زياد: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثني سالم أبو النضر، مولى عمر بن عبيد الله، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:
 احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة مخصفة، أو حصيراً، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها، فتتبع إليه رجال وجاؤوا يصلون بصلاته، ثم جاؤوا ليلة فحضروا، وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلم يخرج إليهم، فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب، فخرج إليهم مغضباً، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خيرصلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة).
[ر:698]
[ش (حجيرة) تصغير حجرة. (مخصفة) مبنية من الخصفة، وهي سعف النخل، وفي نسخة (بخصفة). (فتتبع إليه رجال) طلبوا موضعه وذهبوا إليه.
(حصبوا الباب) رموه بالحصباء، وهي الحصى الصغيرة، تنبيهاً له ليخرج.
(ظننت) خفت].
-3-76 - باب: الحذر من الغضب.
لقول الله تعالى: {والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون} /الشورى: 37/. {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} /آل عمران: 134/.
[ش (والذين يجتنبون..) وصف للذين آمنوا السابق ذكرهم في الآية قبلها من السورة. (يجتنبون..) يتركونها ويبتعدون عنها. (كبائر الإثم) أكبر الذنوب: كالشرك بالله تعالى، وعقوق الوالدين، وغيرهما. (الفواحش) كل ما قبح فعله كالزنا ونحوه. (وإذا ما غضبوا) إذا غضبوا لأنفسهم ولأمر دنيوي، وما زائدة. (يغفرون) يعفون ويصفحون. (الذين ينفقون..) وصف للمتقين المذكورين في الآية قبلها. (السراء والضراء) حال الفرح والسرور، وحال المحنة والبلاء، وفي العسر واليسر. (الكاظمين الغيظ) الحابسين أنفسهم عن الاستجابة لبواعث الغضب وتنفيذ ما يقتضيه، والكظم: حبس الشيء عند امتلائه، والغيظ: توقد حرارة القلب من الغضب].
5763 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
[ش أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب..، رقم: 2609.
(الشديد) القوي الحقيقي. (بالصرعة) الذي يغلب الرجال ويصرعهم. (يملك نفسه) يكظم غيظه ويتحلم ولا يعمل بمقتضى غضبه].
5764 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت: حدثنا سليمان بن صرد قال:
 استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضباً قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون.
[ر:3108]
5765 - حدثني يحيى بن يوسف: أخبرنا أبو بكر، هو ابن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
 أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: (لا تغضب). فردد مراراً، قال: (لا تغضب).
[ش (رجلاً) هو جارية بن قدامة رضي الله عنه. (مراراً) كرر طلبه للوصية مرات].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق