وبسبب معشوقه صنف كتاب الزهرة ومن كلامه فيه من ييأس بمن يهواه ولم يمت من وقته سلاه وذلك أن أول روعات الناس تأتي القلب وهو غير مستعد لها فأما الثانية تأتي القلب وقد وطأت لها الروعة والتقى هو وأبو العباس بن شريح في مجلس أبي الحسن علي بن عيسى الوزير فتناظرا في مسألة من الإيلاء قال له ابن شريح أنت بأن تقول من دامت لحظاته كثرت حسراته أحذق منك بالكلام على الفقه فقال الآن كان ذلك فإني أقول
أنزه في روض المحاسن مقلتي ... وأمنع نفسي أن تنال محرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه ... يصب على الصخر الأصم تهدما
وينطق طرفي عن مترجم خاطري ... فلولا إختلاس وده لتكلما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم ... فلست أرى ودا صحيحا مسلما
فقال له أبو العباس بن شريح بم تفخر علي ولو شئت لقلت
مطاعمه كالشهد في نغماته ... قد بت أمنعه لذيذ سناته
بصبابه وبحسنه وحديثه ... وأنزه اللحظات عن وجناته
حتى إذا ما الصبح راح عموده ... ولي بخاتم ربه وبراته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق